كعادتنا نفرح حينما يتلقى لاعب سعودي كبير عرضا احترافيا في أوروبا، وأيضا نحزن على قدر الفرح عندما تأتي الأخبار بأن ما سمعناه كان مجرد «عروض وهمية» لبلوغ أهداف معينة سواء من النادي الأوروبي أو وكيله أو حتى اللاعب!!
بالله عليكم، هل يؤمن أحدكم بإمكانية أن ينتقل نايف هزازي إلى أشبيلية الإسباني شريطة تأمين عرض رعاية من شركة سعودية للنادي الأوروبي بنحو 40 مليون يورو، أي نحو 190 مليون ريال لأربع سنوات مقبلة.
وكيل اللاعب أحمد القحطاني صرح قائلا إن المستثمرين السعوديين عطلوا الصفقة.. يا أحمد.. لا يمكن لأحد أن يصدق ما تقوله.. ولا يمكن لأحد أن يقتنع بالشرط الأوروبي لاحتراف لاعبنا السعودي!!
إذا كان اللاعبون السعوديون لن يحترفوا في أوروبا إلا إذا قامت شركاتنا الوطنية الخاصة برعاية الأندية الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية بمئات الملايين من الريالات، فما الفائدة التي ستجنيها كرتنا السعودية!!
مخجل أن نصل إلى هذا الحد من التسويق.. بصراحة ما نقوم به هو إيمان كامل بفشل اللاعب السعودي في أوروبا وعدم قدرته على الاحتراف في أنديتها!!
إذا كان نايف هزازي والمصنف ضمن أفضل 10 لاعبين سعوديين حاليا لن يكون بإمكانه اللعب في أوروبا إلا إذا أمنا عقد رعاية لناد بنحو 200 مليون ريال سعودي فلن نستطيع أبدا!!
قلت في الأسبوع الماضي إننا لا نريد احترافا من نوعيات فؤاد أنور وسامي الجابر وفهد الغشيان وحسين عبد الغني.. كان بعضهم قد احترف بدعم مادي من أعضاء شرف لذلك النادي الأوروبي دون أن يكشف أحد ذلك وقيل إن أحد اللاعبين كان مساهما كبيرا في النادي الأوروبي ولذلك كان يجد مكانا في القائمة الرئيسية في النادي الأوروبي المغمور.
يا أحمد القحطاني لست أنت وحدك، بل إن كل وكلاء اللاعبين، حتى المشجعون، قادرون على فعل ما قمت به.. كل ناد في أوروبا سيفتح بابه أمام نجومك إذا وقعت الشركات السعودية عقود الرعايات بعشرات الملايين.. لم تأت بجديد ولم يكن في الأساس هدفك تسويق اللاعب السعودي إلى أوروبا.. كانت الأهداف واضحة وضوح الشمس!!
قبل 20 يوما تقريبا كشف الدكتور صالح بن ناصر لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع «فيفا» الكبير الذي سيتخلى بموجبه عن وكلاء اللاعبين على اعتبار أنهم يقومون بأدوار بعيدة عن كرة القدم وطرح فكرة هذا المشروع أمام 208 اتحادات وطنية، طالبا منهم التصويت على ضرورة أن لا تكون هناك أي مسؤولية من قبل الاتحادات أمام وكلاء اللاعبين!!
أعتقد أن «فيفا» عرف أسرار اللعبة مع الوكلاء وبالتالي بادر إلى طرح المشروع الذي سيعيد في رأيي صياغة الكثير من الأمور خاصة بعد أن زادت أعدادهم إلى المئات في الاتحاد الوطني الواحد؟!