مدفع وصفارة..!

منيف الحربي

TT

بين إمساكية الشهر الكريم ومواعيد دوري زين تختلط المواعيد في ذهن المتابع الرياضي (المشتت أصلا) والذي يسعى جاهدا لضبط عقارب ساعته البيولوجية (كي لا يستعجل أحد فالعقارب هنا مجازية غير أن اللدغ حاصل في كل الأحوال)..!

مساء أمس دوت مدفعية أول يوم لإعلان إفطار الصائمين، ومساء بعد غد تنطلق أول صفارة لتدشين الموسم الكروي الجديد، فبأي حال عادت فرقنا المتنافسة، وعلى ماذا ستفطر وهل ستكون أعيادها في النهاية مخالفة لعيد أبي الطيب المتنبي ؟

يبدو كل ناد محاصرا بين بتطلعاته ومخاوفه، فالهلال بطل العام الماضي مثقل بتداعيات رحيل جيرتس المرتقب، وعدم تدعيم خطوطه بأسماء محلية بارزة وبعض الملابسات وتعدد الإصابات.. يشاركه الهم ذاته، وصيفه بإدارته الجديدة وجهازه الفني المثير وبقايا إرهاصات السنة الماضية بتحزباتها، فالاتحاد يعيش القلق نفسه، وإن كانت قضية نور سكبت الزيت على الجمر المتواري وأشعلت اللهب في الأروقة المقلمة..!

النصر بأجواء التفاؤل الموسمية المعتادة يبدو أفضل مما كان عليه، غير أن ما على السطح لا يعكس ما في القاع، ولعل ما يؤرق فعلا هو المعاناة المادية التي ربما تهدد الاستقرار في أي منحنى، إضافة لصداع إشكالية تسويق التذاكر وعدم التزام الشركة المالكة للحقوق.

الأهلي الجديد، المنتشي بطموحات رئيسه وجماهيره، عزز الدفاع بأسماء محلية مميزة وأضاف لهجومه عناصر أجنبية بارزة مع تجربة فنية مغايرة تماما.. لكن تبقى المخاوف نفسها من تكرار شيء غير متوقع لا يستطيع أحد تفسيره !

الشباب ربما تكون مشاركته في نخبة أبها بروفة أخيرة لفريق متكامل، لكن يظل هاجس مشواره مع إصابات النجوم في الموسم الماضي عنوانا لترقب ما لم يكن في الحسبان !!

بوادر إعداد أندية المنطقة الشرقية تشي بإضافة ممتعة، فالاتفاق عدل الكثير بصمت وهدوء مبشرين، والقادسية أعاد ترميم معظم المراكز بأسماء جيدة ويبقى الفتح بروح أبناء الأحساء الزاخرة بالعطاء، فيما تشير بوصلة الإثارة إلى القصيم، حيث دربي بريدة بين الرائد والتعاون، تحت مراقبة جارهما الحزم.

دوري هذا العام تصح تسميته بدوري المثلثات.. فالعاصمة تحتضن الثلاثي، الزعيم والعالمي والليث، بينما يزدحم الأفق الشرقي بالاتفاق والقادسية والفتح، في حين تتنفس الغربية جوارا تاريخيا وجغرافيا بين العميد والراقي وفرسان مكة، أما في الوسط فمثلث القصيم، بينما لكل من نجران والفيصلي مواقف قوية مع الكثير من الأندية.

هذا التوزيع، مع زيادة الأندية، والمعسكرات الخارجية، وحركة الانتقالات والتعاقدات.. كلها توحي بدوري مختلف.. فهل حدث تطور حقيقي أم أن ما نراه مجرد قشرة خارجية ستتكسر على أرض الواقع؟!