المنافسة

عبد الرزاق أبو داود

TT

مع إطلالة كل موسم رياضي ترتفع أسقف «التوقعات» التي يطلقها مسيرو فرقنا الكروية بطريقة لافتة. هذه التوقعات غدت «عادة سنوية» متداولة مع انطلاق صافرة البداية، وقلما تجد فريقا كرويا يعلن مسيروه أو مدربه أن استعدادهم لم يكن جيدا، وأنهم يدخلون معمعة المنافسات الكروية من باب «الحضور» و«المشاركة» لا أكثر. معظمهم يعلن «صراحة» أنه سينافس على البطولات.. هؤلاء ينقسمون إلى فئتين: فئة لديها القدرة والإمكانات واستعدت جيدا للمنافسة.. وفئة لا تملك القدرة ولا الإمكانات ولم يكن استعدادها جيدا وتحاول إرضاء الجماهير أو «استغفالها» فالأمران لديها «سيان».. لعل وعسى أن ينالها الحظ يوما ما فتخطف بطولة «تائهة»!. الفئة الثانية تعلم «يقينا» أنها لا تستطيع المنافسة، ولا تملك القدرة ولا الإمكانيات في حدها الأدنى، ولم تستعد إلا في حدود الممكن، وتشارك من باب إثبات الوجود، وتعي تماما أنها بعيدة عن تحقيق أي بطولة.. ومعظمها يحاول الاستمرار في الدوري الاحترافي الممتاز فتحظى ببعض الأضواء والانتشار الإعلامي.

ما يمكن أن «يحير» فعلا هو أن «بعضا» من مسيري وجماهير الفئة الثانية يعتقدون «واهمين» أن فرقهم قادرة على المنافسة وإحراز البطولات، وهذه الفئة واقعة أساسا تحت تأثير مجموعة من «الحيل والتوجهات» الإعلامية «المبرمجة» التي لا تنفك تمطرنا صباح مساء في محاولة لنسج أو «صناعة» أجواء مخادعة من التوقعات وتسويقها للرأي الرياضي العام، فإذا ما انتهى الموسم أو شارف على الانتهاء فإن مجموعة من الأعذار والتفسيرات الشكلية تكون حاضرة ناضرة لتبرير الإخفاقات، ولعل أهم هذه «التبريرات» يتمثل في: تأخر وصول المدرب؛ تأخر وصول اللاعبين الأجانب لأسباب خاصة؛ إصابة كثير من اللاعبين؛ أخطاء التحكيم؛ الحملات الإعلامية التي أثرت على نفسية المدرب واللاعبين؛ قلة دعم أعضاء الشرف؛ عدم قدرة اللاعبين على التأقلم من خطط المدرب؛ ضعف الدعم الجماهيري؛ الفريق معظمه من العناصر الشابة؛ ما زلنا في مرحلة البناء ولم ندخل «مرحلة التشطيب» بعد؛ نعد جيلا للمستقبل ولا نفكر في البطولات حاليا.. وقس على ذلك الكثير من التبريرات المستهلكة.

الجماهير الرياضية أصبحت على وعي كبير وتستطيع أن تميز الحقيقة من الخيال، ورغم هذا فما زالت «حفنة» من «الإداريين» تعمل على إيهام نفسها وتظن أنها تحسن صنعا ولا تعي أنها تسبب الكثير من الضرر لأنديتها.. وعادة لا نجد إداريا يتحمل مسؤولية إخفاق فريقه إلا من رحم ربى.. كلهم تقريبا يحاولون إيجاد مبررات اعتاد على إبرازها إعلام رياضي «عجيب»، ارتضى أن ينساق وراء الأوهام! الأهلي والاتحاد والهلال والنصر والشباب والاتفاق أفضل الفرق إمكانيات واستعدادا للموسم الحالي.. وهي أكثر الفرق التي تملك فرصا حقيقية للتنافس على بطولات الموسم الكروي الذي يدشن اليوم السبت بانطلاقة أقوى بطولاته ممثلة في دوري زين للمحترفين.. ترى من يحصد بطولات هذا الموسم؟ وهل ستكون المنافسة محصورة بين هذه الفرق أم أن للآخرين رأيا يخالف توقعاتنا؟!