هل هي «الجدية» في الأندية السعودية؟!

عادل عصام الدين

TT

ارتبطت الأندية السعودية على مستوى لعبة كرة القدم لعدة عقود مع التدريب البرازيلي، لكنها اليوم تخلت عن الكرة اللاتينية واتجهت للكرة الأوروبية. ومن بين كل المدربين الذين تعاقدت معهم أندية دوري زين للمحترفين لا يوجد إلا مدرب الرائد.. البرازيلي.. فيما فرض مدربان تونسيان «التدريب العربي» وسط 12 مدربا من أوروبا.

سؤال يستحق أن يطرح في هذا السياق: هل هي الصدفة.. أم أن الأندية السعودية خاصة الكبيرة منها تعمدت الاتجاه صوب أوروبا؟!

أستبعد أن يكون للنهائي الذي جمع بين إسبانيا وهولندا في كأس العالم تأثيره على القرار الفني الذي اتخذته إدارات أنديتنا، ذلك أن هذا التوجه لجهة إحضار المدرب الأوروبي ليس وليد الساعة، بل إننا شاهدنا مدربين أوروبيين حققوا نجاحات كبيرة في المواسم الماضية، إلا أن الملاحظ هو كثافة الحضور الأوروبي هذا الموسم.

أزعم أن ثمة توجها نحو كرة القدم «الجادة» التي تعتمد على الإعداد البدني رفيع المستوى، ناهيك عن الاهتمام بالناحيتين النفسية والذهنية حيث يهتم المدرب الأوروبي كثيرا بالحضور النفسي والذهني أو العقلي للاعب.

وكنا نقرأ دائما الكثير من الانتقادات التي توجه للمدربين البرازيليين تحديدا بأنهم الأقل اهتماما بالانضباط، وكذلك عدم الاهتمام بالجانب البدني، مقارنة باهتمامات المدربين الأوروبيين.

لا آت بجديد حين أقول إن الكرة البرازيلية تتمتع أو تركز على جماليات الأداء بالتركيز على المهارات الفردية وكذلك الأداء الاستعراضي وكثافة التمريرات، في الوقت الذي تعتمد فيه كرة أوروبا على الإعداد البدني والصلابة والرجولة وقوة الالتحام والسرعة (سواء سرعة نقل الكرة أو سرعة اللاعبين)، علاوة على الانضباط «التكتيكي» والانضباط داخل وخارج الملعب.

ثم إن كرة القدم البرازيلية تمنح اللاعب لا سيما النجوم الذين يتمتعون بقدر هائل من المهارات مزيدا من الحرية في الحركة والاحتفاظ بالكرة وتقديم فواصل من المهارات، في حين تتشدد الكرة الأوروبية في هذه المسائل وتركز كثيرا على محاولة الوصول للهدف من أقل الطرق وفي أقل مدة زمنية، لذلك تهتم «الأوروبية» بالقوة والصلابة واللياقة البدنية العالية والسرعة.

اللاعب السعودي يجد نفسه في الكرة اللاتينية أكثر بلا شك بحكم طبيعة لعب وطبيعة المشجعين الذين يفضلون دوما الكرة الاستعراضية.

اللافت للنظر غياب التدريب السعودي ونجاح التدريب التونسي بوجود مدربين أحدهما هو نجم تونس والأهلي السعودي السابق مراد العقبي.

الحقيقة أنها منافسة «أوروبية.. أوروبية»، ذلك أن الكبار الذين ترشحهم الأوساط الرياضية للفوز بكل البطولات المحلية يعتمدون على المدرب الأوروبي، والمنافسة ساخنة، والأمل كبير في مشاهدة مستوى جيد بإذن الله.

[email protected]