حسابات الدوري

مساعد العصيمي

TT

ها قد فرغ الجميع من الترقب والاستعداد في انتظار انطلاق الإشباع الشبابي السعودي الأكبر.. المتمثل في الدوري الكروي المحلي، إنه ينطلق اليوم بحلة جديدة وطموحات كبيرة.

نعم كانت الجماهير معنية بكأس العالم وبتنافسها العالي القيمة، ومع ذلك لا شيء يأخذ بلبابها إلا الدوري المحلي، تترقبه.. تواكبه بتواصل لتبحث من خلاله عن المنافسة القوية والإشباع الكروي المثير الذي يقدمه هذا الدوري لمتابعيه.

وعليه، فإن الإثارة والحماس سيكونان حاضرين، ومع تفاؤلنا باستبشار الجماهير بعودة دوريها، فإننا لن نبخسها حقها في الصداع من وقع الكلام المكرر تجاه الحكام والمسابقة، ومن فرط الشكوى والتذمر اللذين سيبديانهما بعض مسؤولي الأندية كي يستميلوا الرأي العام المؤثر إلى جانبهم.

ومع ذلك لن ننكر أنه دوري ينطلق وهو يحمل معايير فنية عالية.. فرضها واقع الاحتراف الحقيقي الذي بدأ السعوديون يعونه ويسيرون في ركابه.. قد تكون الظروف والحاجة الملحة والعمل الآسيوي من قرر ذلك.. لكن هو واقع متسارع نعيشه ووجب أن نواكبه.. ومع ذلك نؤمن أنه ما زال يحتاج إلى الفكر الإداري القادر على تطويره، ثم السير به نحو آفاق أفضل. وعليه نعيد التأكيد على أنه أفضل توجها وعملا وترتيبا من كثير من الدوريات السابقة.. لكنه لن ينفك من اللت والعجن والصراخ والعويل!

الجولة الأولى تنطلق اليوم وهي حافلة بمتغيرات وأفكار جديدة وتوجهات صعبة، من أهمها أن فرقا قد طوحت بمحترفيها وأخرى قد غيرت من بعض أسمائها وثالثة ما زالت حتى ما قبل انطلاق المنافسة تغضب إن لم توضع في ركب المرشحين.. بل تعتقد أنها الأفضل رغم أن النتائج لا تحسم بالتصاريح.. وأي بداية هي هذه!

المنافسة ستبدأ وعلينا كمشاهدين وجماهير، مهما كانت النتائج، أن نعد أنفسنا للتصاريح الساخنة والمتبرمة.. وتلك التي لا تحترم الآخر، ولا ننسى أيضا لنتمكن من المواكبة أن نحضر قلما وورقة لنبدأ في حساب كل ما هو ضائع أو تم إغفاله، خاصة عدد الركلات الجزائية التي سيرفض الحكام احتسابها (على رأي مسيري الأندية)، ولا بأس من بعض توقعات لأن كل شيء سيكون متوافرا.

وقبل أن أختم، ثمة سؤال يتبادر إلى ذهني، يذهب إلى: كم من المدربين سيتم طردهم قبل النصف الأول من الموسم؟ ومن سيلحق بهم من الأجانب؟.. الأكيد أننا لن نخلو من العبث الذي سيمارسه الإداريون، وأجزم أن ذلك من السمات الظاهرة لكل دورياتنا، ولن نحزن متى ما حدث ذلك لأننا اعتدنا عليه.. لكننا متفائلون بأن الترتيب أفضل.. والفرق أكثر نضجا وقدرة على الإمتاع.

[email protected]