أفضلية الدوري مع «الجزيرة» أم «الرياضية»؟

موفق النويصر

TT

يدور الحديث هذه الأيام حول الاستعدادات الجدية التي تقوم بها قناة «الرياضية» السعودية للمنافسة على شراء حقوق النقل التلفزيوني لبطولة دوري «زين» للمحترفين السعودي، بعد انتهاء عقد ART مع الاتحاد السعودي لكرة القدم في 2011.

ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة منافسة شرسة بين «الرياضية» والقنوات الخليجية وبخاصة «الجزيرة الرياضية»، التي تتولى حاليا نقل مباريات الموسم الكروي على قنواتها العشر، بعد استحواذها على قنوات ART الرياضية، في صفقة تجاوزت قيمتها 5.5 مليار ريال.

الأكيد أن «الرياضية» شهدت خلال الفترة الأخيرة تغييرات جذرية كبيرة في المضمون والمحتوى، وتحديدا منذ أن أسندت مهمة الإشراف العام عليها للأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الثقافة والإعلام السعودي، الذي لا يألو جهدا والعاملون معه للنهوض بقناة «الوطن»، لتحقيق ما يصبو إليه الجميع.

ولعل من أبرز هذه الخطوات ضم مجموعة من خيرة المحللين والمراسلين الميدانيين الذين كانوا ضمن فريق ART وحصدوا خلال عملهم بها التميز، بالإضافة إلى تفرد القناة بنقل العديد من المناسبات والفعاليات الرياضية المحلية والعربية، وتقديمها لباقة من البرامج الحوارية، التي سحبت البساط من تحت أقدام العديد من القنوات الخليجية والعربية، التي نجحت في فترات سابقة من استقطاع حصة من كعكة المشاهدين السعوديين، بتخصيصها برامج موجهة لهذه الفئة من المتابعين.

الغريب أن المتابع للحديث الدائر في الوسط الإعلامي الرياضي، حول المنافسة المقبلة على النقل التلفزيوني للدوري السعودي، يستطيع أن يلمس أن ما تخطه معظم الأقلام الصحافية أو ما يتفوه به الكثير من مسؤولي الأندية حول هذا الشأن، تغلب عليه العاطفة أكثر من الواقعية، لعدة أسباب، في مقدمتها: إصرار لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم على لعب مباريات كل جولة من جولات الدوري في يومين متتاليين وبعد صلاة العشاء، ومن شأن ذلك حصر المباريات المنقولة على الهواء مباشرة في كل جولة بمباراتين فقط، كون «الرياضية» السعودية لا تمتلك سوى قناة واحدة، في مقابل 10 قنوات لـ«الجزيرة»، و3 لـ«دبي»، ومثلها لـ«أبوظبي الرياضية».

الأمر الآخر هو تفضيل غالبية المشاهدين متابعة المباريات مباشرة على الهواء، وأي حديث آخر عن عرضها مسجلة بعد نهاية المباراة، ليس له قيمة، كونه يفقد المشاهد متعة مشاهدة المباراة والتفاعل معها، وبخاصة في ظل وجود وسائل عدة لمعرفة النتيجة.

أخيرا يجب الإقرار بأن الوسائل الاحترافية للنقل التلفزيوني في القنوات الخليجية، يفوق بمراحل ما هو موجود لدى «الرياضية»، ويكفي مشاهدة مباراة واحدة منقولة على «الجزيرة» ومن ثم مشاهدتها مصورة على القناة السعودية لمعرفة الفرق بين القناتين، والحديث عن عمليات تطوير «الرياضية» يجب أن لا ينسينا قدرة القنوات الأخرى على تطوير نفسها بتجهيزات أخرى أفضل مما هي عليه الآن.

لذلك على الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن رغب في منح «الرياضية» السعودية امتياز النقل التلفزيوني لاعتبارات سياسية واجتماعية، إدخال العديد من التعديلات على آلية لعب مباريات كل جولة، كأن تقسم مباريات كل أسبوع على أكثر من يومين، وكذلك على أكثر من فترة في اليوم الواحد، لضمان تحقيق أعلى مشاهدة ممكنة، أو فليدعونا على ما نحن عليه الآن مع «الجزيرة الرياضية» التي تنقل جميع المباريات المجدولة في توقيت واحد على قنواتها.

[email protected]