وماذا عن المرداسي؟!

عادل عصام الدين

TT

أزعم أنني من أشد أنصار الاستعانة بالحكام الأجانب، لأن كرة القدم السعودية لا تزال تدفع ثمن «التأسيس» والبدايات المشوهة للتحكيم السعودي ناهيك عن استمرار الضغوط والمؤثرات الخارجية مع إدراكي التام بأن الحال في السنوات الثلاث الأخيرة قد تحسنت كثيرا عن العقود الماضية.

فهد المرداسي.. مثلا من أفضل الحكام الذين ظهروا مؤخرا وهو حكم يتمتع بالموهبة و«المواصفات» المطلوبة في الحكم الجيد.

اختير فهد المرداسي، أو بالأصح رشح، كما قرأت في الصفحات الرياضية لقيادة مباراة الأهلي والاتحاد القادمة، ورشح أيضا لمساعدته إبراهيم الدباسي وبدر الشمراني، وعبد الرحمن العمري والأخير هو الحكم الرابع على أن يكون محمد سعد بخيت مراقبا للمباراة.

وقرأت أيضا فيما بعد أن ناديي الاتحاد والأهلي اتفقا أو «وافقا» على أن يدير المباراة طاقم تحكيم أجنبي.

ومرة أخرى أقول إني مع التحكيم الأجنبي ما دامت الأحوال لا تزال كما هي حيث إننا ندفع ثمن سنوات من المعاناة، ثم إن المباريات الكبيرة لا تحتمل أي «تشكيك» أو منغصات تحكيمية، لكنني أسأل:

كيف نعيد الثقة للتحكيم السعودي، وكيف نحافظ على المميزين من الحكام الجدد مثل فهد المرداسي ونحن لم نعاملهم كما يجب؟!

سيتأتي الحكام الأجانب، وسيرتاح الجميع، مهما كانت الأخطاء، لأن تفسير أخطاء الحكام الأجانب في نهاية الأمر يختلف كثيرا، ولكن ماذا عن «نفسية» فهد المرداسي وزملائه؟!

كيف سينظر المرداسي للاتحاد والأهلي فيما بعد؟! وكيف ستكون حالته بعد هذه المباراة؟

في ظني أن الإعلان المبكر لأسماء حكام المباراة كان خطأ كبيرا وها هو الحكم «الواعد» المرداسي يدفع الثمن.

يدفع المرداسي الثمن مهما كانت ثقته في نفسه ومهما كانت ثقة زملائه في أنفسهم، لأن اتفاق الناديين بعد إعلان اسم الحكم السعودي له تأثيره السلبي على «نفسية» الطاقم الذي تم اختياره أولا.

كان من الأفضل الإعلان عن اختيار طاقم سعودي لإدارة المباراة وإتاحة الفرصة ومنح مساحة من الوقت للناديين للاتفاق دون الكشف عن أسماء الحكام.

وأهمس في أذن المرداسي: إنك تدفع ثمن أخطاء من سبقوك، وأرجو ألا تتأثر بما حدث، وأملنا فيك كبير، أملنا أن ينصلح حال الجيل الحالي مهما كانت «المنغصات».

[email protected]