قصة الأهلي..!

منيف الحربي

TT

مع أن بداية قصة الأهلي أقدم بكثير من معسكره الأوروبي الأخير إلا أن النهايات دائما متشابهة، ولكي أكون أكثر دقة، فأنا أعني الوجه الآخر من قصة بطل الكؤوس لأن الوجه الأول (الناصع) يعرفه الجميع ويحفظه التاريخ ويحلم مدرج الراقي بإطلالته من جديد، حيث كان يبرق ذهبا ويدوي رعبا وينهمر ألقابا.. قبل أن ينقلب الحقل الأخضر يباسا لا يبلل مساحات جفافه سوى الدموع.. منذ ربع قرن..!

آخر البدايات الأهلاوية تراكم أخطاء معسكر ألمانيا والنمسا، حيث تأخر التعاقدات ثم تكدسها في خط واحد، وتأجيل وصول المدرب وفيكتور حتى الوقت الضائع من الاستعداد، ثم كانت الطامة حينما اختلطت كل هذه الأخطاء بطموحات الجماهير التي استقبلت الفريق بشعار (نبي الدوري) هكذا بلا تحفظات.. والأندية الجماهيرية تتهاوى بسرعة تحت ضغط المدرج.. يمكن اكتشاف هذا الأمر بسهولة، ولنقارن (كمثال) الغليان الحاصل في الأهلي مقابل الهدوء الشبابي، على الرغم من تشابه وضع الاثنين..!

من الصعوبة أن ينهض ناد (جماهيري) من كبوته بسرعة، خاصة إذا طالت، بينما تستوعب الأندية البعيدة عن الضغط الإعلامي والجماهيري خسائرها وتمتص صدماتها بهدوء بالغ.

الخطوات الأهلاوية التصحيحية التي جاءت خلال اليومين الماضيين كانت جيدة، وإن كان الوضع الحرج قد حتم الهروب للأمام، وأي تغير للأفضل سيكون نفسيا في المقام الأول، ثم بعد ذلك من الممكن أن يكون فنيا، لكن كل هذا مرهون بمواجهة العميد بعد العيد.

الأهلي بتاريخه العريض وحاضره المقلق يمتلك كل إمكانات العودة، لكن بعيدا عن الدخول في سباق الأماني مع جماهير لا ترحم، وهي في كل الأحوال معذورة فقد أنهكها العشق وحطمتها الصدمات، لكن لا بأس فالمحب لديه استعداد للتضحية والصبر بشرط أن يرى عملا يؤسس لعودة فرقة الرعب، ولا يكرر أخطاء الماضي.

إن فريقا يقف على قمة هرمه رجل مثل خالد بن عبد الله، قادر على إحالة كل مساحات اليباس ربيعا أخضر يزرع البهجة في النفوس ويوحي بالنماء.. فهل ينتهي الليل الأهلاوي الطويل أم ما زال الصبح بعيدا؟

الإجابة يمتلكها أحد عشر رجلا في الميدان!

* جوال غرم

* لم أندهش وأنا أقرأ ما نشرته جريدة «النادي» على صفحتها الأولى من حديث للمشرف السابق على قدم الأهلي، غرم العمري، الذي قال إنه لم يتحمل الضغط والتشكيك والشتم والأذى الذي طال حتى جوالات عائلته ووضعها في المنتديات (لإزعاجه ليل نهار) حسب تعبيره!

أقول: لم أندهش لأني أعرف أن الوسط الرياضي مليء بالمرضى الذين لا يعرفون الأخلاق ولا المروءة، ممن لا يتورعون عن استخدام كل وسائل الأذى من دون خوف من خالق أو حياء من خلق.. ومثل غرم كثيرون طاولتهم ألسنة البذاءة والانفلات.. فهل من دواء بتربية أو نظام؟