السحر خرافة.. والكرة حقيقة؟؟؟

مصطفى الآغا

TT

شخصيا لم أكن من محبي المدرب البرتغالي الأشهر على سطح الكرة الأرضية خوسيه مورينهو رغم أنني من عشاق تشيلسي الإنجليزي وكان مورينهو مدربا له وحقق معه المعجزة وجلب له لقب الدوري بعد خمسين سنة كاملة من الانتظار ثم حافظ على اللقب وجعل منه رقما صعبا.. ولكن لسان مورينهو (متبرئ منه) كما يقولون... فهو صاحب لسان طويل جدا وراعي مشكلات مع الجميع... وعدم محبتي له لا تعني أبدا أن أنكر أن هذا الرجل هو أهم مدرب في العالم حاليا....

مورينهو صانع الإنجازات وحتى المعجزات مع بورتو وتشيلسي والإنتر، تابعته شخصيا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ في ملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد وكانت كل العيون وكل الكاميرات ترصد أي حركة وسكنة في وجه وتصرفات هذا الرجل الذي سرق الأضواء من الجميع في مشهد من النادر أن يحدث لمدرب (اللهم إلا إذا كان المدرب من طينة مارادونا)...

ورغم ملايين الريالات ونجومه ومدربه فإنه تعثر في المباراة الأولى في الدوري أمام مايوركا ولم يفز كما كان متوقعا... ولأن عشاق الكرة عاطفيون أينما كانوا لهذا كان طبيعيا أن يغضبوا... ولكن مورينهو كان كالعادة حادا في رد فعله وذكر الجماهير الغاضبة بأنه بني آدم وليس ساحرا مثل «هاري بوتر»... وأنعش ذاكرة الغاضبين أيضا أن لاعبين أمثال كارفايو وسامي خضيرة ومسعود أوزيل يحتاجون وقتا للتأقلم وأنهم لا يعرفون من اللغة الإسبانية سوى بويونس ديوس (صباح الخير) وهولا (مرحبا) لهذا ليس من السهل أن يزج بهم أساسيين في أول مشاركة وعاد وأنعش ذاكرة الغاضبين أنه تسلم دفة القيادة منذ شهرين فقط وأجرى 40 تدريبا جماعيا كان من بينها 10 فقط باللاعبين الجدد....

والغريب أن يستهجن الجمهور نتيجة واحدة علما أنه من حلم وصفق وطالب بمورينهو ولهذا فرأي الجمهور عادة ما يكون غير دقيق وغير منطقي خاصة مطالباته بإبعاد المدربين كما حدث مع المصري حسام البدري مدرب الأهلي الذي طالبت جماهير النادي بإبعاده عقب تعادله مع شبيبة القبائل الجزائري في القاهرة، ولكن إدارة الأهلي جددت الثقة فيه فورا في تصرف (يمكن اعتباره درسا) لكل الإدارات العربية الضعيفة الباحثة عن أكباش فداء التي تعطي آذانا أكثر من اللازم لما يطالب به الجالسون على المدرجات...

مورينهو سخر من المذهولين بالتعادل وأحب أن يتعاطى معهم بطريقته المورينهية فتوجه بالحديث للمؤمنين بالخرافات وقال لهم السحر خرافة وكرة القدم حقيقة، ومع هذا يا من تؤمنون بالخرافات فقد بدأت موسمي مع بورتو بالتعادل ومن ثم ربحنا 4 ألقاب، وفي إنتر بدأنا الموسم الأول بالتعادل وفزنا ببطولتين، وفي الموسم الثاني مع الإنتر تعادلنا في أول مباراة وفزنا بثلاث بطولات، لذلك لا أرى في التعادل أمام مايوركا أي مشكلة... يعني احمدوا ربكم أنكم تعادلتم رغم تصريحه أنه كان يتمنى الفوز....

مورينهو سليط اللسان ولكنه يقول الحق أحيانا كثيرة وأنا واثق مائة في المائة أنه لا يصلح للتدريب في عالمنا العربي نهائيا لأننا نحبذ مدربين من فئة له فم يأكل وليس له فم يحكي....