الأهلي أكبر منهم..!!

أحمد صادق دياب

TT

* يبدو أنه لا حديث للصحافة الرياضية هذه الأيام إلا عن النادي الأهلي وما يحدث لفريق كرة القدم به. وهذا في حد ذاته ظاهرة صحية في الإعلام الرياضي، ولكن عندما يخرج النقاش عن إطار النقد المقبول أو الحديث العقلاني المتزن، وتتحول الكلمات إلى مناحة إعلامية وتشنج أقرب ما يكون إلى البكاء، تصبح المسألة في مجملها خروجا عن المنطق والمعقول والكلام الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصلاح.

* إدارة الأمير الشاب فهد بن خالد بالتأكيد تحتاج إلى النقد البناء، الذي يمكن أن يساعدها على تجاوز الأزمة، ولكنها بالتأكيد لا تحتاج إلى من يسكب مزيدا من الزيت على النار المؤججة أصلا. وفهد بن خالد بكل الهموم التي يحملها في الوقت الحالي يحتاج إلى نصائح ونقاط صحية تساعده على وضع يده على جراح الأهلي وتضميدها، لأنه، وأنا أثق في ذلك، قادر على الحصول على العلاج. فالدموع التي يسكبها الإعلام الأهلاوي على صفحات الصحف الرياضية والملاحق، لا يمكن أن تكون مفيدة بقدر ما تزيد من بؤس الجمهور الأهلاوي وتؤجج مشاعره وتبعثر الجهود المخلصة لإنقاذ هذا الفريق الكبير.

* هذه الكتابات العاطفية لا تفعل شيئا سوى تأجيج الجماهير وتفقدها الأمل في المستقبل وتعزز الشعور بعدم الثقة وتبادل الاتهامات، والدليل موجود من خلال القراءات التي يمكن الاطلاع عليه في المنتديات الأهلاوية التي تمارس الكثير من التشكيك في الإدارة واللاعبين، وتوجه الاتهامات المختلفة دون أن تراعي أن هذه كرة قدم، لا يمكن فيها أن تفوز دائما، ولكن يمكن الاستفادة من الأخطاء، وتحويل النقاط السلبية إلى إيجابية.

* فمن تابع الكثير من الكتابات عن الشأن الأهلاوي مؤخرا، لا بد أن يكون قد لاحظ هذه الهجمة الشرسة والاتهامات بالتخاذل بحق اللاعبين، وهم اللاعبون أنفسهم الذين سيصبحون أبطالا من خلال الأقلام نفسها، لو قدر للفريق الأهلاوي أن يفوز على الفريق الاتحادي، وهو أمر يرى البعض أنه مستحيل، وأنا أجزم أنه وارد وبنسبة كبيرة وفي تاريخ لقاءات الفريقين الكثير من الشواهد على ما أقول.. فقط انتظروا فوز الأهلي وشاهدوا واقرأوا للأقلام نفسها ما يسطرون من تمجيد في حق اللاعبين نفسهم الذين اتهموهم بعدم الولاء والوفاء والخيانة.. ولكم أن تحكموا بعد ذلك عليهم في أي صف يقفون!! وستجدون عندها أنه لا صف يشملهم، بل هم من هواة القفز على كل الحبال واغتنام الفرص.

* في رأيي أن الأهلي بتاريخه وشموخه وكبريائه في غنى عن هذه الكلمات التي لا تغني ولا تسمن، فهو في هذه المرحلة يحتاج إلى الوقوف إلى جانبه بكل الحب، وليس بالتباكي على الأطلال والشتم وتوزيع التهم والقذف.

* فقط انتظروا أول فوز للأهلي وسترون العجب..!!