أقلام غير مسؤولة

موفق النويصر

TT

نشرت صحيفة «الرياضية» السعودية في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، تقريرا يوضح المعايير التي يعتمدها الاتحاد الدولي للإعاقة الذهنية «ايناس» لمنح الرياضيين أهلية المشاركة في البطولات التي يشرف على تنظيمها.

وكشف التقرير الذي أعده الزميل ذياب الحجيلي الإجراءات والاختبارات التي طبقتها «ايناس» على الاتحادات الأهلية المنضوية تحت لوائه لتحديد أسباب استبعاد بعض لاعبي المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا، ومن ضمنها المنتخب السعودي، بطل النسخة الأخيرة من هذه البطولة، الذي نال الموافقة على 24 لاعبا من أصل 30، كأكثر منتخبات البطولة قبولا لعناصره، بدليل أن منتخب تركيا يلعب بـ13 لاعبا فقط.

وقد دحض التقرير العديد من التساؤولات غير البريئة، التي طرحتها بعض الأقلام الصحافية السعودية خلال الأيام الماضية، بعد النتائج الكبيرة التي حققها المنتخب في مشاركته الحالية، حيث فاز على فرنسا 8/0، وعلى اليابان 4/0، ومثلها على منتخب هنغاريا في دور الثمانية، وينتظر بترقب كبير لقائه المقبل أمام منتخب بولندا في دور الأربعة.

للأسف الشديد ما خطته بعض الأقلام الصحافية عن المشاركة السعودية في هذا المحفل العالمي، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها غير مسؤولة، خاصة تلك التي شككت في الاجراءات التي يطبقها الاتحاد السعودي لرياضه ذوي الاحتياجات الخاصة، دون أن يكون لديها إلمام بالمعايير الدولية المطبقة لهذه الفئة، أو بمجمل النتائج التي تحققت لباقي المنتخاب المشاركة في هذه البطولة، حيث أوضح التقرير أن المنتخب الكوري الجنوبي على سبيل المثال تعثر في جميع لقاءاته في الدور الأول، فخسر أمام بولندا 16/0 وأمام جنوب أفريقيا 15/0 وأمام البرتغال 12/0.

المشكلة التي غابت عن ذهن «المشككين» أنه ليس مسؤولية الاتحاد السعودي لرياضه ذوي الاحتياجات الخاصة أن بعض المنتخبات العالمية لم تكن من الاحترافية بحيث تختار لاعبيها بنسب ذكاء أقل من 75%، حيث أظهرت نتائج الاختبارات أن مشاركة بعض المنتخبات بلاعبين من ذوي الذكاء المحدود أو بنسبة اقل من الحد الأقصى المسموح به في نظام الاتحاد الدولي، هو من جعل تلك المنتخبات تخسر بتلك النتائج الكبيرة، بخلاف منتخبات هولندا والسعودية وبولندا وألمانيا التي شاركت بلاعبين تتراوح نسب ذكائهم بين 71% و74%.

قد يكون لضعف التغطية الاعلامية لهذه البطولة، حيث لم تنقل أي قناة تلفزيونية معروفة أيا من مبارياتها، دور في انجراف بعض الأقلام خلف وهم «الشك» في المنجز، إلا أنني لا زلت مصرا على أن أبجديات الكتابة الصحافية تستوجب البحث والتحري عن المعلومة قبل إطلاق الأحكام والاتهامات، وبخاصة حينما يكون المستهدف هو «الوطن».

أخيرا نتمنى على القناة «الرياضية» السعودية، التي واكبت معظم الفعاليات الوطنية في الفترة الأخيرة، أن تنجح في شراء حقوق نقل المباراة المقبلة أمام بولندا، ومن ثم لقاء النهائي في حال تجاوزنا هذه المباراة بسلام، فهذه الفئة تستحق منا كل الدعم والاهتمام.

[email protected]