وأنا أقرأ تصريحات مدرب منتخب الصين جاو هونجبو التي نشرتها أول من أمس وكالات الأنباء العالمية متعهدا بوصول منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم 2014 المقررة في البرازيل ، تساءلت يا ترى .. سيكون على حساب منْ هذا التأهل ..؟!
لا شك أن التصفيات التأهيلية الآسيوية الخاصة بنهائيات كأس العالم التي ستنطلق اعتبارا من صيف 2011 المقبل، ستكون صعبة ليس في أولها بالطبع بل في آخرها، حيث حسم مجموعات الدور الثاني ثم النهائي وبعد ذلك التأهل للمونديال .. إنها تصفيات شاقة ومرهقة، وبحاجة لأبرز اللاعبين وأكثرهم عطاء وتألقا وخبرة .
الصحافة الصينية منذ فترة ليست بالقصيرة وهي تنتقد أداء منتخب بلادها وتشير في معرض تقاريرها اليومية التي تنشرها ويقرأها الصينيون وغيرهم إلى وجود مشكلة ما يعاني منها التنين، بيد أن جاو هونجبو يطالب الإعلام والجماهير بضرورة التريث والصبر على اعتبار أنه يرى بأن كرة القدم معقدة، ومن الصعب التعرف من أين تأتي المشكلة، وأنه حينما يحدد المرء المشكلة سيكون الحل موجودا بالفعل !.
ما أعرفه بالتأكيد أن الصين وبعراقتها التاريخية تعمل من خلال خطة عمل طرحها اتحاد الكرة الصيني قبل 8 أشهر، وتريد أن تكون من أقوياء الكرة في آسيا خلال سنوات قليلة، وفي تصوري أنها ستفعل لأنها لا تقل بالتأكيد عن اليابان وكوريا الجنوبية على الصعيد التنظيمي ويكفي ما وصلت إليه في شتى المجالات .
تساءلت في البداية قائلا: يا ترى على حساب منْ سيكون هذا التأهل ..؟!
نعم هم يعملون ليتأهلوا، وبالتأكيد سيخرج منتخب آخر تعوّد التأهل وأنا هنا لا أتحدث حقيقة عن المنتخب الياباني ولا الكوري الجنوبي فالأخيرين أخذا على نفسيهما تعهدا لا يقبل النقض بالتواجد في كل نهائيات كأس العالم المقبلة، بل إنهما يخططان لما هو أبعد من التأهل وليس مجرد الحضور والمشاركة في المونديال العالمي !!
تواجد المنتخب الاسترالي إلى جانب هذين المنتخبين والإعداد القوي الذي نشاهده حاليا للمنتخب الإيراني حيث خوض العديد من المباريات القوية الدولية وسط تفرج منتخبات الخليج التي أهدرت أوقاتها بمواجهة بعضها في يوم فيفا أو مواجهة منتخبات لا قيمة لها على الصعيد الفني مثل توغو وغيرها ..؟!
مشكلتنا الحقيقية أن منتخباتنا لا تتعلم من أخطائها، والدليل أننا نرتكب نفس الأخطاء التي وقعنا فيها قبل سنوات بل و قبل عقود..!
تصوروا أن منتخبا مثل توغو الذي وقع «مقاولة » مواجهة منتخبات الخليج لعب مع المنتخب السعودي مباراتين لم يكملهما، بل إنه حضر بنحو 14 لاعبا ومدربه رفض إكمال المواجهة الأهم التي خاضها الأخضر في 11 أغسطس الماضي بحجة عدم إرهاق لاعبيه، رغم أن إدارة المنتخب السعودي أودعت في حساب اتحاد توغو نصف مليون ريال!!
حتى تدركوا الفرق بين الاتحادات التي تعمل على تطوير منتخباتها قبل كأس العالم 2014 شاهدوا مواجهات اليابان وكوريا الجنوبية والصين وإيران ومواجهاتنا .. بل شاهدوا البرنامج الإعدادي لهذه المنتخبات وبرامجنا .. الفرق كبير والسبب معروف !.