هذا ما يخشاه القطريون يا بلاتر!

مساعد العصيمي

TT

خلال حديث ودي سابق مع مسؤول عربي مرموق.. تحدث عن العمل القطري الكبير الذي يذهب لطلب استضافة كأس العالم 2022.. هو بدوره حيّا هذا الأمر ووجد في القطريين قدرة وإرادة صلبة جديرة بأن تلقى ما يسرها من حيث إسناد المهمة لهم.

تراءى لي هذا الأمر وأنا أقرأ عن لجنة الفيفا التي ستحضر خلال هذه الأيام إلى الدوحة لاستعراض المنشآت وكل ما يذهب إلى الملف القطري.. وأجزم، كما غيري ممن اطلعوا على ماهية الملفات، أن لدى قطر شأنا تنظيميا كبيرا.. منشآت ومواصلات وتنقلات وسهولة ويسر.. وأمن وأمان.. والأعظم مدينة مكيفة على أحدث طراز.

إذن من خلال مقومات العمل التنظيمي والجودة فيه.. فلا شيء يعيق القطريين.. لكن ماذا عن فرسان تنفيذية الفيفا.. وهنا مربط الفرس.. فمنهم وخلالهم.. أشد ما نخشاه أن يكون لعواطفهم ميل.. وهم الذين اؤتمنوا على عملهم.. كيف لا.. والتاريخ يشهد على هذه العواطف ويقرها.. وهنا جدير أن نحذر من الالتواءات والتوجهات.. بل والعنصريات.. لأنه، والحق أحق أن يقال، إن الملف القطري يحمل من التكامل ما لا تجده في ملفات أخرى أرادت التنظيم.

ثمة أمر مهم في طلب التنظيم، وهو ما بدأ يردده بعض الأوروبيون المتنطعون.. من أولئك الذين لا يرون كمالا إلا لديهم.. وهو ما يذهب إلى الأجواء.. وسخونة شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) في منطقة الخليج العربي.. موعد كأس العالم.. يرددون ذلك وهم يدركون تماما العمل القطري الخلاق الذي سيفضي إلى أجواء مناسبة داخل الملاعب وخارجها.. وهو ما يدحض حججهم ويبليها.. ولعل هؤلاء نسوا وتناسوا مونديال أميركا 1994.. على الرغم من أن ما سيتم في الدوحة سيكون أفضل من الناحية التقنية والأجوائية.. فلن تكون هناك مباراة درجة حرارتها نحو الأربعين درجة.. كما حدث في لقاء السويد والسعودية في ربع النهائي للبطولة المذكورة.. وغيرها من المباريات.. أيضا هل نُذكر بجنوب أفريقيا، هذه البطولة القريبة زمنا ودرجات الحرارة التي اقتربت كثيرا من درجة التجمد.

الشاهد وهو ضمن الأكثر أهمية، أن مونديال قطر سيتيح لحاضريه فرصة مشاهدة كل المباريات مباشرة من الملاعب.. وهو ما لم يحدث من قبل وحتى تنظيم مونديال 2022.. فأي فرص هي التي تقدم.. أوليس مثل ذلك جديرا بأن يمنحها التنظيم؟

في الأخير كان لرئيس الفيفا السيد جوزيف بلاتر مقولة رددها كثيرا خلال حديث تلفزيوني مطلع العام الحالي مع كاتب هذه السطور.. فحواها.. أن دعمه اللامتناهي لملف جنوب أفريقيا لتنظيم كأس العالم كان من أجل أهداف عالية القيمة.. من أهمها منح القارة السوداء تطلعات أكبر.. وبما يسهم في رقيها ورخائها.. هنا أقول للسيد بلاتر: ألا يستحق الشرق الأوسط ذلك؟ أوليس في ذلك دعم للاستقرار الأمني فيه؟. نحن نتوقع ذلك لأن المونديال سيكون حاضرا إن شاء الله في بلد لا يصنف فقط على أنه من أكثر بلدان الشرق الأوسط أمنا واستقرارا فقط.. بل من أكثر بلدان العالم رخاء واستقرارا وأمنا ونسبا أقل في حدوث الجريمة، وعليه ستكون رسالة هذا البلد أوقع وأكمل لأجل شرق أوسط أفضل.

[email protected]