عيدكم مبارك

هيا الغامدي

TT

جميل هو التزامن الذي يجمع بين إطلالة عيد الفطر المبارك وتوقيت نشر هذه الزاوية، والأجمل أن يأتي يوم جديد نصافح فيه العيد بأحوال جديدة.. شهر قضي اجتهد فيه من اجتهد وغفل فيه من غفل، والأعمال شواهد، ويأتي العيد تتويجا للفرحة الكبيرة فرحة المسلمين الصائمين العابدين بنهار العيد، ذلك العيد الذي تجتمع فيه القلوب والأفئدة وتتصافح فيه الأكف ويتقابل فيه الناس بعد فترات انقطاع شبه اعتيادية!!

عيد الرياضيين عيد لا يختلف عن غيره ويجب أن لا يختلف، فالعيد فرصة للالتقاء والتصافي والسلام ونسيان الأحقاد والآلام، وفي السياق أعجبتني كثيرا المبادرات الإنسانية التي قامت بها أندية الشباب والنصر والهلال الأعوام الماضية بزيارة المرضى، وهو واجب إنساني أخوي ينطلق من الشعور الحسي بالمشاركة والانتماء، وهو تعزيز للروح الإيجابية في نفوس من حالت بينهم وبين مساجد العيد ومباهجه (الأسرة البيضاء). تخيلوا معي كم من الأجر والثواب فضلا عن الروح المعنوية الإيجابية ستنعكس على مرضى الحالات المرضية الزمنية الطويلة كمرضى السرطان والفشل الكلوي؟!!

الرياضة يا سادة ليست ترفيها وحسب، الرياضة بوتقة من التفاعلات الإنسانية والمشاعر البشرية التي تنصهر ضمن محيط واحد، وأذكر في هذا السياق الفئة الغالية علينا جميعا فئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا تمنعهم ولم تمنعهم الإعاقة يوما من حضور الأحداث الرياضية الوطنية والمشاركة فيها!! والأكيد أن زيارتهم في أوقات كهذه ستعزز لديهم روح الانتماء للمجتمع بشكل أكبر!

أيضا فئة الأيتام (جمعية إنسان)... وغيرها التي كثيرا ما تكون لها مشاركات إيجابية في المناسبات الرياضية، وهو ناتج تفاعل القائمين عليها والعاملين بها مع الحدث الرياضي، هذه الفئة عزيزة على قلوبنا، فلماذا لا نبادلهم الولاء بتواصل وزيارة حانية تعني لطفل يتيم الشيء الكثير؟! أيضا هناك شريحة نغفلها دائما كرياضيين فئة الكبار والمسنين في دور الرعاية الاجتماعية، لماذا لا تكون هناك مبادرات تطوعية لزيارة هؤلاء الناس الذين تقادم بهم الزمن وأعياهم المرض ولو على سبيل المعايدة وتعزيز الروح الإيجابية لدى هؤلاء؟!!

العيد فرصة للاجتماع والتسامح وصفاء النفوس، نتمنى على إدارات الأندية أن تجتمع أطرافها حول طاولة تفاهم واحدة ملؤها الإخاء والمودة والنظرة المستقبلية حتى لا يتفكك الكيان وينهار ولعل تلك مهمة كل العقلاء بتقريب وجهات النظر ودمج الأفكار وتغليب المصلحة العامة مصلحة الكيانات إلى المصلحة الخاصة مصلحة الأشخاص التي تؤثر سلبيا على «وحدة»...«اتحاد»... «نصر» أنديتهم الكبيرة!!

ختاما نتمنى على جميع أنديتنا الرياضية التفاعل بإيجابية أكثر مع مواسم مباركة كهذه إنسانيا مع كل ما ذكرت وليس فقط نادٍ أو ناديين، لدينا 153 ناديا بالمملكة، وهذا أجر وثواب فضلا على أنه تواصل اجتماعي من صميم واجبات الرياضي، والوطن كبير وفي كل المدن أعداد وافرة من الشرائح التي هي دائما قبلة للواجب الإنساني النبيل.