«عوضتنا».. يا منتخب الاحتياجات!

هيا الغامدي

TT

في زمن قل فيه الفرسان وصعبت فيه الإنجازات وأصبحنا فيه نعاني من الجدب والندرة في البطولات الكروية أتى إنجاز منتخبنا السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة في التوقيت المطلوب لتعويض كل الإخفاقات الماضية للمنتخبات السعودية بفئاتها العمرية المختلفة خاصة المنتخب الأول الذي أخفق أفراده في معانقة حلم الوصول الخامس مونديال على التوالي وبالتالي فإن إنجاز منتخبنا المفخرة «البطل» لذوي الاحتياجات الخاصة يعد خير تكريم وتتويج للدعم والاهتمام والرعاية التي توليها حكومتنا الرشيدة لشباب هذا الوطن ورياضييه وأجدها فرصة لتقديم التهاني والتبريكات للقيادة السياسية ممثلة بمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وللقيادة الرياضية ممثلة بسمو الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة ولسمو نائبه عرابي كافة الإنجازات السعودية وحاملي لواء الكرة الخضراء بكافة المحافل الدولية!

إن إنجاز منتخبنا للاحتياجات الخاصة وللمرة الثانية على التوالي وحفاظه على اللقب سعوديا بعد 2006م بألمانيا لهو أمر جدير بالتمعن والتدبر ابتداء بجو التحضيرات والإعداد الذي كان قد انطلق قبيل 3 سنوات وحتى الآن مرورا بمحطات عدة وانطلاقا من رؤى وخطط استراتيجية آتت ثمارها بالخير والبركة تولد عنها إنجاز عالمي متمثل في تحقيق كأس عالمية من بين جوقة من المنتخبات القوية وبجهاز فني وطني سعودي وقائمة من الأسماء الجديدة الواعدة مطعمة برباعي خبرة نثر الثقة وولد القوة في جنبات المنتخب دافعا البقية لتحقيق المنال ومواصلة الطموح بطموح أكبر، هم منتجون ومستثمرون وبالتالي هم صانعون للحدث ومتعمقون بذاكرتنا أكثر من غيرهم فبعيدا عن الخجل والمكابرة أقولها بملأ فمي استفيدوا من منتخب الاحتياجات تعلموا من فريق استطاع قهر الإعاقة وتسخيرها إيجابا لتحقيق الطموحات، (فوالله) إن هذا المنتخب لهو فخر للعرب جميعا لا السعوديين فقط قلتها قبيل 4 سنوات في هذه الزاوية وأعيدها الآن (الإعاقة الحقيقية) هي التي تسكن الأجساد السوية تعمي الأبصار وتكبل الطموح، الشخص المعاق هو الذي يتوفر له كل شيء ولا يحقق أي شيء فالإمكانات موجودة والموقف عجز!!

والآن آمنت أكثر بأن الإنجاز الحقيقي هو الذي يولد من رحم المعاناة تمعنوا جيدا في هذه العبارة وكونوا بينها وبين أسماء أندية الأبطال ومكانتها من الاهتمام الإعلامي وتسليط الأضواء (روابط نهائية) لتدركوا نعمة العمل بصمت والعمل بطموح والعمل في جو انضباطي بعيدا عن بهرجة النجومية ومزاجية العناصرية وتغيير الأجهزة الفنية!! فالهلالية الفيصلي وسدوس السلمية والمجزل... بداية صناعة أبطال الإنجاز العالمي (الثاني) فكل التقدير ومطلق الاحترام وجزيل الشكر والوفاء لهذا المنتخب العالمي ومبروك للوطن عيده الثاني، فقط ادعموا هذا المنتخب وانعموا بالنتائج، فوالله.. إنه ليستاهل كل الدعم والعطاء أكثرا مما سواه وشكرا للقائمين عليه والجهازين الإداري والفني بقيادة المدرب الوطني القدير عبد العزيز الخالد الذي يجب أن يستفاد من خبرته في باقي المنتخبات السعودية الأخرى ولو على سبيل الاستشارة وعقبال الكأس (الثالثة) بالبرازيل 2014م يا أبطال القدرات الخاصة بمشيئة الله.