المدربون بين عشوائية الاختيار وتعجيل الإقالة

موفق النويصر

TT

نجح المنتخب السعودي الأسبوع الماضي في الاحتفاظ بكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن كان قد حققه لأول مرة في 2006.

هذا الإنجاز دفع الزميل أحمد صادق دياب، في مقاله أمس تحت عنوان «البؤساء في الأرض»، إلى المطالبة بتطبيق ذات الاستراتيجية التي سار عليها هذا المنتخب على المنتخبات الأخرى.

في اعتقادي الشخصي أن الاستراتيجية الوحيدة التي تم تطبيقها مع هذا المنتخب هي الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة الوطني عبد العزيز الخالد لأكثر من 4 سنوات متواصلة.

للأسف الشديد يعاب على الكرة السعودية، أندية ومنتخبات، عدم ثباتها على أجهزة فنية لفترات طويلة، فإما أن يكون الاختيار خاطئا منذ البداية، كما حدث مع النادي الأهلي هذا الموسم بتعاقده مع المدرب النرويجي المغمور يوهان سوليد، فجاءت إقالته بعد مرور 4 أسابيع من بداية الدوري، واستبدله به الصربي ميلوفان رايفيتش، وإما أن الأجهزة الإدارية تخضع لمطالب الجماهير بعد تعثر فرقها لأي سبب كان، كما حصل مع البرازيلي خوليو سيزار أنجوس، الذي قاد المنتخب الأول في كأس أمم آسيا 2007، فقدم معه أفضل عروضه في السنوات الأخيرة، ومع ذلك تم إعفاؤه من منصبه، بعد عام واحد من إشرافه على المنتخب، وتحديدا بعد الخسارة من أوزبكستان 3/0 في طشقند، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات آسيا الأولية المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2010.

الأكيد أن اختياراتنا للأجهزة الفنية عادة ما تكون عشوائية وغير مبنية على أسس صحيحة، بدليل التعاقد مع الألماني أوتو بفيستر في عام 1998 بعد إشرافه على منتخب بنغلاديش في اللقاء الذي جمعه بالمنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ومن بعده التشيكي ميلان ماتشالا، الذي أشرف على المنتخب لعام واحد، بعد نجاحه لأربع سنوات متواصلة في بناء المنتخب الكويتي.

والأكيد أيضا أن عملية الإقالة عادة ما تتم على عجل دون أن يكون هناك البديل المناسب، فتكون النتيجة إما الاستعانة بمدرب وطني، كما حصل مع خليل الزياني في عام 1984، ومحمد الخراشي في أعوام 1994 و1995 و1999، وأخيرا ناصر الجوهر في 2000 و2002 و2008، وإما الاستعانة بأحد مدربي الأندية الأجانب للمهمة، كما حصل مع أومار بوراس مدرب الهلال في 1988، وزي ماريو مدرب الرياض في 1995، وماركوس باكيتا مدرب الهلال في عام 2006.

الغريب أن المغرب بعد تعثر منتخبه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تحرك على أعلى المستويات للحصول على خدمات البلجيكي إيريك غيرتيس من نادي الهلال لتدريب منتخبه الأول، ونحن الذين نملك الموارد المالية العالية قدرنا أن يقود منتخبنا مدرب لا يحفل سجله التدريبي بأي إنجازات تستحق الذكر، ويعتبر إشرافه على المنتخب السعودي أولى محطاته التدريبية مع المنتخبات.

أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي نندم فيه على التجديد مع البرتغالي خوسية بيسيرو، خصوصا أن البطولات المقبلة باتت على الأبواب، والمنتخب السعودي حتى الآن لم يقدم ما يقنعنا كمتابعين بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية فيها.

[email protected]