منتخب.. «الاستشارة الانفعالية» !

عادل عصام الدين

TT

أكثر ما لفت نظري وأنا أتابع المنتخب السعودي في نهائي البطولة العالمية للاحتياجات الخاصة في لعبة كرة القدم.. الطاقة النفسية التي كان عليها أبطالنا.

أعرف أن مدربنا الوطني عبد العزيز الخالد بذل مجهودا كبيرا ووفق فنيا للمرة الثانية على التوالي، وبعيدا عن الجانب الفني الذي لا أعرف عنه الكثير لاسيما انني لم أشاهد إلا المباراة الوحيدة المنقولة «تليفزيونيا» وهي المباراة النهائية التي تفوق فيها فريقنا على هولندا شعرت أن «الاستشارة الانفعالية» كانت في أفضل حالاتها ولا أبالغ ان قلت انها كانت أهم أسباب الفوز.

أتحدث عن منتخب الاحتياجات الخاصة.. وهو الذي يضم عناصر ليست عادية من ناحية الحالة الذهنية.

ولأن الإعداد الذهني جانب مهم جدا من جوانب إعداد فريق كرة القدم فان مهمة المسؤولين والمشرفين على إعداد المنتخب «البطل» لم تكن سهلة على الإطلاق ويخطئ من يظن في ظل اغفالنا وعدم اهتمامنا بالجانب الذهني ليس على صعيد الاحتياجات الخاصة بل على مستوى كل المنتخبات أن مهمة عبد العزيز الخالد ومساعديه انحصرت في الجانب «التكتيكي» فقط.

حماس منقطع النظير، وروح قتالية لا مثيل لها. هكذا كان منتخب الاحتياجات الخاصة. حتى في ألمانيا كان منتخبنا في أفضل حالاته. أما في جنوب أفريقيا فقد ظهر المنتخب على نحو أفضل من ناحية الطاقة النفسية حيث كان المنافس أقوى بكثير من منافسنا في بطولة ألمانيا.

المنتخب الهولندي.. هو الآخر لم يكن أقل كفاءة من منتخبنا.

كان فريقا قويا صعب المراس، عنيدا من الناحيتين الفنية والنفسية، بيد أن منتخبنا تفوق في النهاية لأنه استطاع فنيا أن يقفل مرماه ببسالة معتمدا على الهجمات المرتدة الخطيرة.

تقول نظرية الاستشارة الانفعالية أن من واجب المسؤول التعامل مع كل لاعب على حده لان درجة أو نسبة التقبل والاستقبال والاستعداد تختلف من لاعب إلى آخر، ومن هنا بدا لي وأنا أرى هذه الطاقة النفسية «العجيبة» أن الجهاز المشرف كان على وعي بأهميتها وإلا ما ظهر المنتخب بهذه الروح القتالية ناهيك عن الجانب «الذهني» الممتاز.

تمنيت وأنا أشاهد هذه الروح أن تكون كل فرقنا ومنتخباتنا بنفس هذا المستوى من الطاقة النفسية التي تساعد على دعم الجوانب الأخرى «الفنية والبدنية والمهارية».

كان واضحا أن كل لاعب يلعب مباراة «بطولية» بغض النظر عن مستواها الفني، و «نوعية» المشاركة فيها.

من النادر جدا أن تجد نجومنا بهذا المستوى من الطاقة النفسية وبهذا الأداء الممتاز من الناحية الذهنية، وما قدمه أبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة درس في كيفية الاستفادة من الجانبين النفسي والذهني، ومدى أهمية الاستشارة الانفعالية حيث يمكن الاستفادة من كامل الطاقة التي يملكها اللاعب المشارك.

تحية لمنتخب الاحتياجات الخاصة الذي تفوق على الجميع وبلا استثناء.. في تقديم درس في أهمية الطاقة النفسية.

[email protected]