قمة خليجية آسيوية

عبد الله المري

TT

كل العيون العربية والخليجية والآسيوية ستراقب وباهتمام بالغ المواجهة التي ستجمع الغرافة مع الهلال اليوم، هذه المواجهة التي تعد نهائيا مبكرا بين فريقين كبيرين كل واحد منهما مرشحا للمنافسة على اللقب ، ومن المؤكد أن الفائز منهما سواء في لقاء الذهاب بالرياض اليوم أو لقاء الإياب بالدوحة 22 الجاري سيكون أحد المنافسين الأقوياء على اللقب خاصة وأن الفائز سيلتقي في نصف النهائي مع الفائز من لقاء ذوب آهن اصفهان الإيراني وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي حامل اللقب ،ومع كل الاحترام لهذين الفريقين إلا أن الغرافة والهلال أفضل وكفتهما أرجح !.

من هنا فإن المباراة تكتسب أهمية قصوى لدى الطرفين اللذين يسعى كل منهما للتخلص من منافسه القوي حتى يواصل مشواره إلى نصف النهائي ثم النهائي إن شاء الله.

المهمة صعبة سواء للغرافة أو الهلال ، والأصعب من ذلك التكهن بالنتيجة ، أو بمن سيتأهل حتي لو تحققت النتيجة التي يسعى كل منهما في لقاء الرياض!.

الفوز وبفارق أكثر من هدف هو طموح الهلال حتى يقترب أكثر من المربع الذهبي قبل لقاء الإياب بالدوحة والذي سيكون صعبا للغاية , والتعادل أو الفوز ولو بهدف هو أمل الغرافة حتى يعود إلى الدوحة بالنتيجة الإيجابية الجيدة والتي تدفعه بقوة في لقاء الإياب وترفع من حظوظه في التأهل إلى المربع الآسيوي.

لا أدري إن كانت وجهة نظري صحيحة أم خطأ، لكنها في النهاية تبقى وجهة نظر(بعيدة عن العاطفة) ،وهي تتعلق بقدرة الغرافة بطل الدوري القطري على اجتياز المهمة والعودة إلى الدوحة بالنتيجة الايجابية التي يسعى لها!.

تبدو الفرصة سانحة أمام الغرافة في ظل الغيابات الكثيرة التي يعاني منها الهلال ،وهي غيابات مؤثرة للغاية وتتمثل في السويدي كريستيان فيلهامسون الموقوف بقرار من لجنة الانضباط للإنذار الثاني , وخالد عزيز الذي فاجأ الهلاليين بإصابته أول من أمس (وهو المعروف بطلعاته ومشاكله التى تنافس مشاكل الشرق الاوسط» !!.

الهلال قد يكون في خطر بسبب مدربه البلجيكي ايريك غيريتس الذي وقع عقدا لتدريب المنتخب المغربي، والذي سيبدأ مهام عمله بعد خروج الهلال من الدوري الآسيوي , وقد يكون المدرب البلجيكي في قمة تركيزه لكن هناك شعور بأنه مشغول بعقده المغربي أكثر من اهتمامه بالهلال ، وهو أمر طبيعي تعودنا عليه مع المدربين الذين لا يهمهم سوى العقود والمقابل المادي ، ولا يوجد ما يزعج ايريك غيريتس ،فلا هو مهددا بالاقالة ، ولا هو بلا عمل حتى لو خسر أمام الغرافة حيث سيرحل في اليوم التالي إلى الرباط لبدء مهمته الجديدة !.

ومع كل ذلك فمهمة الغرافة أيضا ليست سهلة لأسباب عديدة أهمها غياب حارسه الاساسي قاسم برهان وإن كان البديل عبد العزيز علي لا يقل كفاءة ومهارة لكن وجود قاسم هام من الناحية المعنوية ،إلى جانب أن الهلال لا يتاثر بغياب أي لاعب مهما كان أسمه ودرجة أهميته للفريق ، إضافة إلى أن الحضور الجماهيري سيلعب دورا هاما في هذه المباراة ،وهو ما يشكل اختبارا قويا وقاسيا للاعبي الغرافة الذين بدأوا الاعتياد في الفترة الأخيرة على اللعب أمام الحضور الجماهيري الغفير ،وقد نجحوا في اثبات وجودهم وتخطوا عقبات كثيرة وإن كانت مباراة الاستقلال الايراني السابقة نتيجتها ثقيلة!.

عموما ليس أمامنا الآن سوى الانتظار ،ومتابعة الشوط الأول بالرياض لمعرفة ما ستسفسر عنه من نتائج وأحداث من المؤكد أن تأثيرها سوف يمتد إلى الشوط الثاني بالدوحة وقد يمتد للركلات الترجيحية!!.

* كاتب قطري