منتخبات مزيفة..!!

عبد العزيز الغيامة

TT

تقول الأنباء الصحافية الواردة من الاتحاد الياباني لكرة القدم، إن الأخير اتفق على خوض منتخب بلاده مباراة ودية دولية مع نظيره الأرجنتيني، على أن يكون موعدها في الثامن من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وللعلم فإن المنتخبين، الياباني والكوري الجنوبي، تعودا منذ منتصف التسعينات الميلادية الماضية على خوض ما يقارب 10 مواجهات ودية دولية أمام أعرق منتخبات العالم، التي تصنف دائما من بين أفضل 30 منتخبا دولي.

بين الفترة والأخرى، وحين يأتي يوم الـ«فيفا» الرسمي أقرأ عن مباريات المنتخب الياباني ونظيره الكوري الجنوبي وعن مواجهاتهما القوية، وللعلم فإن هذين المنتخبين أيضا تعودا على اللعب تجريبيا مرتين في العام الواحد مع بعضهما، في إطار التعاون القائم بين الاتحادين الكرويين، لدرجة أن عدد مبارياتهما الودية يفوق عدد المباريات الرسمية.

حينما تذهب لقراءة مسيرة المنتخب الياباني في العامين، الماضي والحالي، ستجد أنه التقى وديا مع منتخبات الباراغواي وكوت ديفوار وإنجلترا والصين وكوريا الجنوبية واسكوتلندا وهولندا وغانا وتشيلي وبلجيكا، فيما لو أمعنت النظر في مباريات المنتخب الكوري الجنوبي الودية الدولية، فستجد أنه واجه منتخبات إيران ونيجيريا والأكوادور والصين والباراغواي وأستراليا وكوت ديفوار والدنمارك والسنغال والصرب.

هذه التوطئة التي أسوقها لكل المعنيين بكرة القدم، سببها إهدار المنتخبات الخليجية لأموالها وأوقاتها في مواجهة منتخبات لا تليق بسمعتها، ولا ترتقي بها على الصعيد الفني.. بصراحة أكثر، ماذا تستفيد المنتخبات الخليجية حينما تهب لمواجهة بعضها وديا؟ وماذا تستفيد حينما تنتدب منتخبات عربية وأفريقية متواضعة السمعة والمستوى للحضور إلى عواصمها للعب معها تجريبيا؟ لا شيء سوى إهدار الوقت والمال وإيقاف المسابقات المحلية وإضاعة يوم الـ«فيفا» في مباريات فقيرة فنيا ومعدومة الفائدة.

طيلة الأسبوع الحالي، كانت وكالات الأنباء العالمية تنقل عن منتخب البحرين أنه وقع ضحية خداع من سماسرة دوليين يقومون بإحضار منتخبات أفريقية إلى منطقة الخليج بداعي خوض مباريات تجريبية، ليكتشف مسؤولو هذا المنتخب، أن المنتخب الأفريقي مزيف، ولاعبيه مجهولو الهوية، وذلك بمصادقة مسؤولي الاتحاد التوغولي لكرة القدم الذين أنكروا معرفتهم باللاعبين الذين شاركوا في تلك المباراة!

متى يدرك كل المعنيين بكرتنا في الخليج أن الارتقاء بمستوى الكرة في المنطقة لن يكون إلا حينما نسير وفق الطريقة اليابانية والكورية الجنوبية؟ ليس عيبا أن نكون مثلهم طالما أن هذين المنتخبين يخطوان خطوات جادة في سلم الترتيب العالمي.

أعتقد جازما أن مرحلة السنوات الثلاث المقبلة التي تفصلنا عن كأس العالم المقررة في البرازيل عام 2014 ستكون اختبارا حقيقيا ونهائيا لكل المنتخبات الخليجية الساعية لتطوير قدراتها وعناصرها.. حينما لا ننجح في تجاوز هذه الاختبارات، سنتذكر دائما أن أساليب العمل التي «هرولت» الاتحادات الخليجية وراءها إنما كانت أساليب غير مناسبة للوضع الحالي، ولا للفكر الذي تعيشه كرة القدم في العالم.. إنه امتحان حقيقي للقدرات الخاصة لكل الاتحادات الخليجية الستة!

[email protected]