تخدير الهلال والشباب!

منيف الحربي

TT

هما العنوان المرحلي للرياضة السعودية، وكلما اقتربا من القمة / الحلم، استعادت كرة القدم الخضراء شيئا من حضورها القاري الذي غاب، واستعاد الوطن شيئا من أحلامه البهية وأمجاده الرياضية اللائقة.

الأسبوع الماضي كتبت هنا أن الهلال عانى كثيرا خلال الشهرين الماضيين وجاءت حكاية المدرب وإصابات النجوم لتزيد المتاعب، لكن للطرق الوعرة سالكيها وللمهمات الثقال رجالها، ومساء الأربعاء كانت إطلالة القمر الأزرق تؤكد أنه لا يخذل الرهان في سماوات التفوق.

لم ينتصر الهلال لنفسه أو لكرتنا فقط، بل انتصر لمنطق العمل الاحترافي وواقعية الرؤية المحترمة.. احترام النفس والآخر!

أيضا قلت عن الشباب إنه ترك العيد بين الأحباب وذهب ليجلب الفرح من الأراضي الكورية، ولا شك أن إدارة خالد البلطان تستحق الإشادة على جهدها الكبير وتعاملها الهادئ، فالفوز الذي تحقق هناك لم يتم الإعداد له خلال أسبوع، بل بدأ التخطيط له من الصيف ولم تؤثر فيه مطبات الأسابيع الأربعة رغم شدة وقعها.

في الهلال والشباب عمل منظم وإعداد مثالي.. نعم قد يتعرض لظروف وإحباطات ومشاكل، لكن المحصلة النهائية لا تكون بعيدة عن المتوقع، غير أن نقطة القوة فيهما قد تكون هي نقطة الضعف.. أعني الثقة.. فالمؤشرات كلها تؤكد تأهل الفريقين لنصف النهائي بإذن الله، لكن الكرة لا تعرف المنطق، وأكثر ما يمكن أن ينسف الأحلام (لا قدر الله) هو الاستسلام لطمأنينة الخماسية الوطنية وخدرها اللذيذ!!

بعد غد يصادق الهلال والشباب على الاقتراب أكثر نحو قمة الأحلام السعودية - الآسيوية التي باتت رهن إرادة اللاعبين عقب كل مراحل الإعداد الجيد والنتائج المبشرة.. بالتوفيق.

* شماعة المدرب

* ما الذي كان سيخسره الأهلي أكثر لو أنه أبقى على سوليد حتى هذا اليوم؟ وما الذي يمكن أن يكسبه النصر فيما لو استسلم لسيل الآراء العاطفية الغاضبة وأقال زينغا غدا؟

لست مع سوليد ولا زينغا، لكني مع المنطق الذي نتحدث عنه كثيرا، ثم إذا حانت لحظة التطبيق وسط غليان الجماهير كانت الحلول المعتادة هي الأسهل.. إبعاد المدرب والعودة لنقطة الصفر والبقاء في الدوامة ذاتها!

نعم.. هناك أمثلة ناجحة لحالات تدخل قامت بها إدارات أبعدت المدرب، لكن تلك الحالات نجحت لوجود بيئة مهيأة وكان الخلل واضحا ومحصورا في الجهاز الفني، لكن حينما تكون المشاكل متجذرة وعلى أكثر من صعيد (كما هو الحال في النصر والأهلي) فإن إبعاد المدرب لن يكون مفيدا وستبقى المعاناة نفسها؛ لأن التغيير دائما يكون في المكان الخطأ!