التفنن في الحصول على الكروت الملونة!

موفق النويصر

TT

بات الخماسي ياسر القحطاني (الهلال)، ووليد عبد الله وسند شراحيلي ومارسيلو تفاريس وأحمد عطيف (الشباب)، مهددين بالإيقاف مباراة واحدة في دور الأربعة لبطولة دوري أبطال آسيا، في حال حصولهم على بطاقات صفراء في لقاءات الغد أمام الغرافة القطري (ذهابا) وتشونبوك الكوري الجنوبي (إيابا)، ناهيك عن غياب لاعب وسط الشباب عبد الملك الخيبري عن مواجهة «الإياب» لحصوله على بطاقة حمراء في مباراة كوريا.

المحير في الأمر أن جميع اللاعبين، باستثناء البرازيلي تفاريس، حصلوا على البطاقات الصفراء بطريقة أقل ما يمكن القول عنها إنها «غير احترافية»، فياسر القحطاني تعمد تعطيل اللعب وفريقه متقدم بهدف، عندما أعاق حارس الغرافة من لعب الكرة، وهي مخالفة صريحة تستوجب البطاقة الصفراء، بينما نال أحمد عطيف وسند شراحيلي وعبد الملك الخيبري البطاقات الصفراء لتعمدهم ركل الكرة بعد احتساب أخطاء عليهم لصالح الفريق الكوري، وكذلك الحال مع وليد عبد الله، الذي تباطأ في لعب ضربة المرمى خلال دقائق المباراة الأخيرة وفريقه متقدم 2/0.

للأسف الشديد يتساهل الكثير من اللاعبين السعوديين في الحصول على البطاقات الملونة أثناء المباريات، وأحيانا في مواقع لا تشكل أي خطورة على فرقهم، مما يؤكد غياب الثقافة الاحترافية لديهم، كما حصل مع الخيبري في لقاء الأربعاء الماضي، عندما نال الكارت الأصفر الأول لركله الكرة بعد صافرة الحكم، وبعدها بخمس دقائق نال البطاقة الأخرى لدفعه المهاجم الكوري، فاستحق الحمراء.

يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة خاصة بلاعبي الأندية دون المنتخبات، فالجميع يتذكر مشكلة محمد نور مع المنتخب الأول قبل سنوات، وكيف تم إبعاده عن تمثيله في أكثر من مناسبة بسبب تساهله في الحصول على الكروت الملونة، وجميعها تحت ذريعة ركل الكرة بعد صافرة الحكم، وكأن السنوات التي قضاها في الملاعب والخبرة التي اكتسبها لم تعلمه أن هذا التصرف سيعرضه إلى عقوبة الإنذار أو الطرد من المباراة!

الغريب أن هناك وسائل عدة يلجأ إليها بعض اللاعبين «الأذكياء» لتضييع دقائق المباراة أثناء تقدم فرقهم، ولعلنا نتذكر الحارس الكويتي الأسبق سمير سعيد، الذي كان يتفنن في إهدار الوقت دون أن يفكر حكم اللقاء في منحه أي بطاقة، ومع ذلك ما زال لاعبونا يفضلون ركل الكرة بعد صافرة الحكم، كوسيلة وحيدة لتضييع الوقت!

قد يحمل البعض الجهد البدني الذي يبذله اللاعبون أثناء المباراة مسؤولية بعض التصرفات الطائشة التي تصدر عنهم، كما حصل مع لاعب الاتحاد أسامة المولد في العام الماضي أمام النصر، عندما تعمد أذية محمد السهلاوي، فنال الكارت الأحمر، إلا أن حالة «ركل الكرة» فأعتقد أنها ثقافة يتربى عليها اللاعب في النادي، ويتحمل مسؤوليتها مسيرو الأندية، الذين يتحرجون في معاقبة نجومهم سيئي السلوك، بذرائع وحجج واهية، فتكون النتيجة استمراء هؤلاء اللاعبين لهذا الفعل في جميع المباريات، وبالتالي فقدان خدماتهم في الاستحقاقات المهمة.

[email protected]