رغم كل التحذيرات الكبيرة التي يطلقها المسؤولون عن الهلال والشباب، بخصوص المباراتين الهامتين للفريقين، وحرصهما على أن التأهل لم يتم بعد، ولكن الحقيقة الكاملة تؤكد أن الهلال والشباب في طريقهما إلى دور الأربعة في بطولة آسيا.
لا أريد أن أبدو متفائلا أو مثبطا للفريقين، ولكن نتائج الفريقين في مباراتهما الأولى تشير إلى أن الطريق أصبح معبدا أمامهما للوصل إلى المرحلة القادمة الأصعب من البطولة. أعتقد أنه من الأمنيات التي نعيشها أن نشاهد الشباب والهلال يلعبان على النهائي، وستكون قلوبنا منقسمة على نفسها بينهما، ولكننا سنرضى ونقبل بتلك الحيرة التي نعيشها.
«من الضروري أن نعرف أن القرارات التحكيمية لا يمكن أن ترضي كل الأطراف، وبالتالي سيظل التحكيم دوما وأبدا في قفص الاتهام، ولكن من المهم أن نثق أن الاعتراضات الممتعضة ستبدو في شكلها ومضمونها مخجلة». هذا الوضع الحالي للتحكيم مسببه الرئيسي هو تلك التصريحات غير المسؤولة التي يطلقها بعض منسوبي الأندية بلا رقابة ولا محاسبة.
لم يعد لدينا من حديث إلا التحكيم، ولم يعد الكلام الذي نسمعه أو نقرؤه سوى احتجاج وتذمر وسخط على هذا القطاع. تحدث الكثيرون عن معاناتهم مع التحكيم وتظلموا كثيرا وحددوا الأخطاء، ولم يتحدث أحد عن الحلول التي يمكن أن تخرجنا من عنق الزجاجة التي وضعنا أنفسنا بها.
من حق الجميع أن ينتقد وأن يبدي تذمره أو أن يرى أن فريقه هو الأكثر تضررا، وهو الأمر الذي أصبحت الفرق لدينا تتنافس عليه، ويمكن أن أتغاضى حتى عن الألفاظ التي لا تليق، التي صدرت من بعض رؤساء الأندية وأعضاء الشرف، ولكن كيف يمكن أن نستشف الآثار المترتبة على كل هذا الحديث الدائر حول التحكيم؟
لست أقلل من حجم المشكلة القائمة حاليا، وأعتقد أنها بالفعل أصبحت مقلقة إلى حد كبير، والوقت الذي نحتاج إليه هو نقطة البداية التي يجب أن نعلنها الآن، فتوزيع التهم ورفع مستوى الانتقادات حيال التحكيم ليسا هما الحلين اللازمين.. بالتأكيد لا بد أن يكون هناك حلول تساهم في تطوير التحكيم السعودي، وعلى الجانب الآخر لا بد من إيجاد آلية متطورة لزيادة جرعة جديدة من الوعي والثقة لدى القائمين على الأندية السعودية في كيفية الحديث والقبول بالآراء التحكيمية.
يمكن أن تقرر تجميع أفضل لاعبي العالم في فريق واحد وتصرف أكثر من مليار دولار من أجل تجميع أفضل اللاعبين، وهذا جميل جدا، ولكن ذلك لا يضمن له الفوز في كل مباراة. هذا ما يجب أن نعيه تماما في كرة القدم، لكي نتمكن من معايشتها بشكل إيجابي.