المبدع.. و«الاستماع»!

عادل عصام الدين

TT

على الرغم من ظروفه الأسرية الصعبة هذه الأيام بعد مقتل شقيقته فإنه لم يتردد في السؤال عن أحوال ناديه السابق الاتحاد، وكذلك سأل المدرب الاتحادي السابق عن النجم محمد نور، واصفا إياه كما قالت «الوطن» بالنجم الذي يتمناه أي ناد.

قال الأرجنتيني كالديرون «نور من ألمع اللاعبين بالدوري السعودي، ولو استمع جيدا للمدربين سيكون نجم النجوم في قارة آسيا».

ليس جديدا أن أسمع من يشيد بلاعب مثل محمد نور، فهو بالفعل من ألمع اللاعبين بالدوري السعودي، بل سبق أن كان نجم النجوم في قارة آسيا.

ما لفت انتباهي هو شرط «الاستماع» الذي وضعه كالديرون، وهو في الواقع شرط مهم، بل إن الإصغاء وليس الاستماع أحد عناصر نجاح العملية الاتصالية، وأحد عوامل نجاح أي نجم.

وقد اتضح لي من كلام كالديرون أن نور يملك مواصفات النجوم الكبار.. ولكنه يعاني عدم الاستماع، أي عدم الاستفادة من التوجيهات كلها، وتلك هي مشكلة عدد كبير من المبدعين.

والحقيقة أن الاستماع مطلوب من كل لاعب، بل إن الإصغاء أحد أهم عوامل نجاح العلاقة بين جميع الأطراف، ويبدو واضحا أن ثمة خللا كبيرا في صفوف لاعبي أنديتنا فيما يتعلق بهذا العامل تحديدا وقد يلعب اختلاف اللغة دورا على هذا العامل في كثير من الأحيان علاوة على «شخصية» اللاعب المبدع.

المبدعون من لاعبينا لا يصغون للمدربين وقد لا يصغون للآخرين، وتلك هي المشكلة.

إنها نصيحة يقدمها خبير التدريب كالديرون الذي نجح مع المنتخب السعودي كما نجح مع الاتحاد: الاستماع يزيد من فرص النجاح.

* سألني: لماذا نسيت يوسف الثنيان؟!

أجبت: وكيف لي أن أنسى لاعب كرة القدم المبدع «الفيلسوف» يوسف الثنيان.

لم يظهر «فنان» في ملاعبنا مثل نجم الهلال والمنتخب السعودي السابق يوسف الثنيان.. فكيف أنسى نجما مثله قد لا يتكرر؟

الفنانون لا يزيدون على أصابع اليدين.. وكان الثنيان من أبرزهم.

كيف أنسى سعيد غراب ويوسف الثنيان وخالد مسعد ودابو وسعيد لبان، وغيرهم من المبدعين؟

[email protected]