الأكثر نضجا

مساعد العصيمي

TT

تبسط آسيا يدها أمامنا ولا تكتفي بذلك، بل تضع تحت أقدامنا سجادة فارسية مطرزة بأغلى الخيوط وتتقاطعها الألوان بحلة جمالية لا تملها العين أبدا.

إيقاع من الزهو يؤديه السعوديون وهم يخطون فوق هذه السجادة كي يصلوا لطرفها البعيد .. هم قادرون على أن يجعلوها مسيرة مستحقة لا يعيقها كوري أو إيراني .. الحقائق تؤكد أنهم واثقوا الخطوة لا يحيدون عن مسيرتهم التي ستتجلى اليوم بإثبات الأحقية التي غابت عنهم، إما بفعل الظروف أو التداخلات أو البرمجة المخلة التي أراد من خلالها مسيروا آسيا أن يجعلو السجادة متوافقة مع خطوات أهل الشرق فقط !

هنا علينا أن نتوقف قليلا ونحن نحتفي بعودة الكرة السعودية إلى المنافسة القوية التي لن نستثني منها الاتحاد في مسيرته العام الماضي ، وهنا وعبر هذا التوقف لن نحتاج إلى الحماس أو الرؤية المنطقية لكي نوقظ أفضليتنا الموعودة الآن باحتلال موقعين في نصف النهائي في البطولة الآسيوية الآهم ، لكن علينا أن نكون أكثر ثقة من حيث القدرات ، ولا نعني تلك القدرات الخاصة بالشأنين المهاري والفني لأن في ذلك تفضيل نعتز به أيضا ، لكن من خلال العمل الإداري الذي يعنى به فريقا الشباب والهلال ، فهما باتا من هذه الناحية أكثر نضجا وتوجها احترافيا ، ولنأخذ جزئية النتيجة وكيف عملا عليها بعقلانية ظاهرة ، فهما مدركان تماما أن نادي الاتحاد السعودي قد نسف مفهوم الأفضلية النتائجية المطلقة من خلال مباراتي الذهاب والإياب ، بعد خماسيته الشهيرة في مرمى الفريق الكوري سيونغنام في النهائي الآسيوي الشهير ، في وقت كان هناك من يطالب الفريق السعودي بأن يتريث قبل المغادرة لسيئول ،لأن صعوبة تعويض ثلاثة أهداف في مرماه وعلى أرضه كانت قد بدت أقرب إلى الإستحالة.

في العمل الشبابي والهلالي ، يبدو أن درس الاتحاد بات عنوانا رئيسا لماهية مواجهتي الليلة، فهناك تحفز ، وتطلع ورفض للتراخي والانسياق وراء نتيجتي الذهاب ، حتى لو أجمع الآسيويون كلهم على أفضلية مطلقة لممثلي السعودية .

الأكيد أننا نعيش كرة احترافية عاقلة تؤطرها المنهجية المبنية على احترام الآخرين محليا وخارجيا وترسمها خطوات العمل التي كانت أقرب إلى فعل الأندية الأوروبية الكبرى تجاه بطولتهم الأهم دوري أبطال أوروبا ، ولا شك أبدا أن منطلق الاحترافية يأتي من حسن العمل وتوخي الانسياق وراء النتائج الدورية ،وأحسب أن رئيس الشباب كان حكيما وهو يفعل ذلك حتى وإن خسر فريقه برباعية مؤلمة من فريق صعد حديثا ، والأمر ينساق على رئيس الهلال وهو يجعلها مهمة أولى ، التفاني من أجلها واجب.

لكن ثمة بقية للحديث تذهب إلى أن العمل الجاد هو العنوان الرئيس لمباراتي اليوم ونثق أن للشباب والهلال نصيب في ذلك لا سيما وأن التطلع للكأس الذهبية لا يركن أبدا إلى محطات ضعف تبدأ بترشيحات الآخرين وتتوسط بغطرسة الإداريين وتنتهي بإرتخاء اللاعبين ، وعليه لابد من مواصلة العمل الرائع الذي بدأ بالرياض وسيئول كي ينتهي أكثر إيجابية في الرياض والدوحة، ليتواصل المشوار حتى يبلغ طوكيو.

[email protected]