لا نريد صقرا.. يا شداد؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لم يكن حوارا مستغربا.. كانت تلك الكلمات التي قالها العداء السعودي العالمي سعد شداد في الصميم.. لأنها تحكي واقعا لا يسر لكل الألعاب المختلفة على مستوى البلاد.

يقول سعد شداد في حوار صحافي أجرته معه جريدة «الرياض» الأحد الماضي «إن ثمة قصورا في المنشآت الرياضية.. من يديرها ليسوا رياضيين ولا يعرفون الرياضة.. إن هؤلاء المسؤولين لا يريدوننا أن نوجد في الملاعب والمدن الرياضية.. يريدوننا أن نخرج حتى تنتهي مهامهم الإدارية ويخرجون». ألم أقل لكم سابقا إن مدننا الرياضية أشبه ما تكون بمدن ظلام أو أشباح.. لا أحد يوجد فيها.. قلة من يستخدمونها.؟!

لم يكتف سعد شداد بانتقاد المنشآت، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما أكد عدم حاجة رياضتنا لما يسمى بـ«الصقر الأولمبي».. لست وحدك يا سعد، من قال ذلك.. حينما أعلن عن هذا البرنامج كتبت قائلا: لن أكتب عنه حتى أرى نتائجه..؟!

حينما يتحدث المتخصص يصمت الآخرون.. في رأيي الشخصي، إن هذا البرنامج تحفيزي وليس إعداديا.. نحن بحاجة لمراكز تدريبية كما قال شداد.. مراكز تدريبية لنجوم القوى وغيرهم.. حالة ألعابنا المختلفة يرثى لها.. بطولات تقام بعضها خلال أشهر قليلة ربما لا تتجاوز الشهرين، بينما يذهب متابعو وعشاق هذه اللعبة إلى النوم لأكثر من 8 أشهر أو تزيد.. ونريد التطوير والارتقاء بألعابنا..!

سبحان الله! ما نكتبه قبل 10 سنوات نعيد كتابته مرة أخرى وكأن الله قدر علينا ذلك، لأننا لا نستفيد من أخطائنا..!

حينما تفوز بهذه الميدالية سنمنحك مليونا أو نصف مليون أو حتى 50 ألفا.. لا يا مسؤولين.. لا نريد مليونا.. نريد ميزانية هذا البرنامج أن تضخ كبرامج إعدادية لمراكز تدريبية لكبار نجومنا.. تصوروا أن ألعاب القوى وهي التي نكاد نكون أكثر ثقة بها وبمسؤوليها - لا تجد العناية والدعم اللازم من اللجنة الأولمبية السعودية.. نسيت.. وهل لدينا لجنة أولمبية أساسا..؟!

بصراحة أكثر.. إذا كان اتحاد ألعاب القوى يعمل بميزانية سنوية لا تتجاوز الـ4 ملايين ريال، فهل يمكن يا لجنتنا الأولمبية أن تنتظروا ميداليات متنوعة ونتائج إيجابية من نجوم هذه اللعبة.. لا بالتأكيد..؟!

أدرك، كما هو غيري، أن الأمير نواف بن محمد أكثر رؤساء الاتحادات السعودية عملا وإبداعا وتألقا وإنتاجا وصرفا من جيبه الخاص على اتحاده، ولكنه ورغم ذلك لا يملك عصا سحرية تدر عليه الملايين بشكل دائم.. إنه يحقق النتائج الأفضل بلاعبيه ونجومه رغم أن إمكانات اتحاده المالية شحيحة!

في فبراير (شباط) الماضي، طرحت المغرب مشروعا للطوارئ لتطوير رياضتها ومن بينها كرة القدم بميزانية 400 مليون يورو ووضعت أهدافا مستقبلية ستنفذ حتى عام 2016.. بصراحة أكثر، لم نعد بحاجة للجان تطوير ولا زيارات لأميركا الجنوبية وأوروبا.. لأننا لم نشاهد شيئا على أرض الواقع رغم مرور سنوات على تلك الزيارات وتشكيل اللجان.. نحن بحاجة لمشروع رياضي ضخم هدفه معروف وفائدته نشعر بها فور البدء به..؟!

[email protected]