كارثة الأربعاء.. والتكتيك الغبي!!

عبد العزيز الغيامة

TT

لم تكن المحاولات الساعية لتخفيف حدة الانتقادات ضد إيريك غيريتس بعد أحداث الغرافة والهلال منطقية، خاصة تلك التي صرح بها رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد من مقر إقامته في بيروت، وهو يؤكد أن المدرب بشر يخطئ ويصيب، وأنه يجب ألا يكون هناك تركيز على هذه الأخطاء، والعمل بنظرة متوازنة لمسيرة الفريق طيلة الفترة التي أشرف عليه خلالها المدير الفني البلجيكي..!

لم يقل أحد إن غيريتس ملاك، وإنه يجب ألا يخطئ، وأعتقد أن الجميع يدرك أنه ما من مدرب في العالم أو فريق أو لاعب أو حتى رئيس ناد إلا ويجانبه الصواب مرات ومرات، لكن ما حدث ليلة الخميس أشبه بالكارثة التي كانت ستخرج الفريق من البطولة التي باتت بمثابة الحلم للهلاليين بعد أن كانت تأتي بـ«السهالة» قبل سنوات طويلة..!

وأنا أتابع مجريات المباراة وحتى الدقيقة الـ90 كنت أحدث نفسي بشأن أسباب ركون غيريتس إلى المشاهدة بدلا من الدخول في تغييرات إيجابية تنقل الفريق إلى حال أفضل من الذي هو عليه أثناء الخسارة الرباعية!!

لا أحد في رأيي مع كل الاحترام لآراء الشرفيين والنقاد والمشجعين يتحمل مسؤولية كارثة الأربعاء غير غيريتس.. كان عليه أن يدخل المواجهة بتوازن تام، على اعتبار أنه فائز بثلاثية مريحة في لقاء الذهاب، وبالتالي لم يكن مجبرا على الهجوم وهو الخبير والعريق في التدريب، والمدرك أن تسجيل 3 و4 أهداف ليس بصعب ما دمت لم تحترم منافسك!!

مضت 6 أيام بعد مواجهة الذهاب والجميع من إعلام وإدارة وحتى لاعبين يؤكدون أن المباراة صعبة، وأن حسمها سيكون في الدوحة، لكن غيريتس كان له رأي آخر وهو الهجوم والهجوم.. وكأنه فهم عبارة «خير وسيلة للدفاع الهجوم» بشكلها الظاهر.. فانكشف فريقه أمام هجمات القطريين، وكأن الذي يلعب فريق درجة رابعة وخامسة وليس الهلال..!

انظروا للهدف الثاني كيف تم إحرازه في مرمى الهلال لتدركوا أنه لا دفاع كان موجودا في ملعب ثاني بن جاسم.. ولو أنني شاهدت الرباعي الدفاعي هناك لقلت إنهم في عريجاء الرياض يسرحون ويمرحون..!

يا لبلادتك يا غيريتس..!.. مسيرتك الرائعة مع الفريق شوهتها بتكتيك «غبي» كاد يعصف بفريقك ويخرج بشكل مهين من أمام فريق جريح ليس بهدف بل بالثلاثة قبل أسبوع..!

نتحدث عن كرة قدم وكل عقلائها يفهمون أن أحداثها تستوجب على كل من يعمل بها الاحتياط لكل شيء، لكنهم نسوا أنه ربما يأتي يوم ويصاب رادوي وعزيز، ويخرج الغنام مصابا أو يبدو تائها في مباراة تاريخية.

لن أتحدث عن تفاصيل فنية أكثر تخص جاهزية المرشدي والزوري والإبقاء على آخرين لا يمكن أن يصلوا إلى نصف إمكانات المذكورين، ولن أتحدث عن اللعب بمحور واحد وإخراج الفريدي وإشراك العابد.. لكنه غيريتس.. أدرك أنه بشر، لكن المدربين لا يقعون في أخطاء أشبه بالساذجة كتلك التي حدثت في الدوحة!.

[email protected]