الهلال والغرافة.. «التركيز» كلمة السر

موفق النويصر

TT

استحوذت مباراة الهلال السعودي والغرافة القطري (الإياب)، على المشهد الرياضي الآسيوي خلال اليومين الماضيين، عطفا على نتيجة مباراة الذهاب في الرياض التي انتهت لصالح المستضيف بثلاثة أهداف نظيفة، مرورا بتكليف الاتحاد الآسيوي للحكم السنغافوري عبد الملك عبد البشير بإدارة اللقاء، وانتهاء بالأحداث الدراماتيكية التي شهدها ملعب الشيخ ثاني بن جاسم في الدوحة، عندما نجح الهلاليون في انتزاع التأهل للدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا في آخر ثلاث دقائق من عمر المباراة التي استمرت لأكثر من 120 دقيقة بـ4/2.

مباراة الأربعاء الماضي أثبتت أن التسليم بنتيجة أي مباراة مرهون بإطلاق صافرة النهاية، فعلى الرغم من أن الكثير من السعوديين زف الهلال للدور نصف النهائي بعد فوزه الصريح بثلاثية نظيفة على أرضه وبين جماهيره، فإن فريق الغرافة كان له رأي آخر، عندما حول خسارته في المباراة الأولى إلى تعادل 3/3، قبل أن يحتكم الفريقان للأشواط الإضافية.

المزعج في هذه المباراة أن الهلال فقد تركيزه منذ الدقيقة الأولى بعد تمريرة حسن خيرات الخاطئة التي نتج عنها أول أهداف اللقاء، بعدها توالت أخطاء رباعي خط الدفاع، والوسط والحراسة، حتى انتهى الشوط الأول بـ3/0، قبل أن ينجح البلجيكي غيريتس في إعادة الفريق إلى المباراة فيما تبقى من وقتها.

ما حدث في مباراة الهلال والغرافة ليس بالأمر الغريب في عالم الكرة، فكثيرا ما شاهدنا مباريات عالمية تتبدل فيها النتائج بين لقاءات الذهاب والإياب لاعتبارات عدة، أهمها التوفيق والخبرة والأرض التي تلعب عادة لصالح المستضيف، إضافة إلى ميزة فارق التوقيت بين اللقاءين، التي تمكن الأجهزة الفنية من تلافي السلبيات.

ولكن الغريب في الأمر الحالة المتشنجة التي كان عليها إبراهيم الجابر معلق اللقاء على «الرياضية» السعودية، الذي تفرغ لمهاجمة الحكم على حساب متابعة المباراة، وكذلك تصريح الأمير نواف بن محمد، عضو الشرف الهلالي لـ«الجزيرة الرياضية»، الذي طالب فيه بتعليق المشانق لجميع اللاعبين، والأكثر تشددا التحليلات الصحافية التي طالعتنا بها الصحف السعودية في اليوم التالي.

يؤكد ذلك تعاطف لاعبي الهلال مع الحكم السنغافوري عبد البشير بعد تعرضه للإصابة واستبدال الأردني محمد موسى به، وكذلك التصريح المتعقل للأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد اللقاء، عندما وعد بالاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها فريقه في قادم المباريات.

الأكيد أن كلمة السر في لقاءي الهلال والغرافة (ذهابا وإيابا) هي «التركيز»، فالفريق الهلالي لم يكن حاضر الذهن في الأشواط الأساسية لمباراة الدوحة، فأضاع لاعبوه أهدافا لو تحقق أحدها لقضت على آمال الفريق القطري في مهدها، وهو ذات الأمر الذي لازم فريق الغرافة في موقعة الرياض، عندما نجح حسن العتيبي في التصدي لأكثر من 3 أهداف أكيدة.

وما وقع فيه الهلال في بداية المباراة وقع فيه فريق الغرافة في آخرها، فاستقبلت شباكه هدفين متتاليين من رأس القحطاني وقدم المحياني، ما يؤكد أن العبرة دائما بالخواتيم.

[email protected]