كونوا منطقيين!!

مساعد العصيمي

TT

كان من غير الإنصاف أن يتسابق بعض من هلاليين على تحميل اللاعبين مسؤولية تراجع الأداء وضعف النتيجة أمام الغرافة القطري.

حقيقة، فقد كان أمرا غير منطقي بل وغريبا أن يلجأ بعض المنتمين لناد بحجم الهلال على فعل ذلك ليخالفوا كل الآراء الفنية، سواء المحبة أو المحايدة، التي أجمعت على أن هناك منهجية تكتيكية هلالية لم تحترم المنافس.. وزادت على ذلك أنها لم تستطع إيجاد الحلول لمنع الأفضلية القطرية..

غيريتس كان شجاعا بعد المباراة وهو يعترف بأخطائه، لكنه ما لبث أن ركب موجة التهرب.. لأنه أدرك في النهاية أن اللاعبين هم الركن الأضعف في المنظومة، ولا بأس بعد ذلك أن يقفز عليهم امتدادا لفعل كروي سعودي سائد يمتد من المنتخبات ولا تتخلى عنه الأندية. ومع إيماننا بالخطأ الفني المنهجي، فإننا هنا لا نحتاج إلى الشجاعة كي نشير إلى أن المدرب غيريتس إحدى الظواهر المفيدة للكرة السعودية، وتعلم منه لاعبو الهلال الشيء الكثير، بل إنه أطر ثقافة منهجية مفيدة لهذا الفريق.. وأحسب أن استمراره مكسب، والمطالبة برحيله مبكرا خسارة، ولا بأس حتى إن تواجد في المحفل الآسيوي فقط..

ما علينا من ذلك.. لكن ما تمنيناه من اللائمين هو أن يخبرونا عن الفوائد الجلية التي خرجوا بها من المباراة، وجدير أن تعين فريقهم.. أليس مثل ذلك أجدى أن يثار.

مفيد القول أن نذكر اللائمين بأن ما حدث في الدوحة واحد من أهم الدروس المفيدة جدا التي ستعيد الهلال إلى جادة أدائه المميز وعطاءاته الراقية.. وليس كثيرا على مدربه أن يستوعب الدرس.. حتى وهو صاحب القامة الفنية العالية، لأنه لا كبير على كرة القدم، وإن كان قد رأى قبلها أن بإمكانه أن يعيد ثلاثية الرياض.. فالأمر قد كشف له أن في آسيا متربصين شرسين لهم نفس الطموح والإمكانيات.. وهم يقاتلون من أجلها بشتى الوسائل.. واسأل الفريق الإيراني ذوب أهان ماذا فعل أمام بوهانغ على الرغم من أن الأخير يفوقه قدرة ومهارة.. لكن التصميم والمنهجية العاقلة قادتاه إلى مرتبة تنافسية أفضل.

مجمل القول، إن العمل في الهلال لا يشكو من ضعف المدافع، أو تراجع المهاجم، بل هو انعكاس لماهية العمل المنهجية التي طلب منهم تنفيذها وعليه كانت مواجهة الغرافة أشبه بالمعركة التي لم يحسنوا خلالها التكتيك.. لكن قيض الله لهم وقتا أطول لكي يستعيدوا ثباتهم وألقهم ومن ثم فوزهم. وعليه هل كان المنتقدون للاعبين يريدونهم خارقين.. أحسب أن برشلونة نفسه يغيب إذا ما غابت المنهجية العاقلة.. واسألوا الفريق الصاعد من الدرجة الثانية إيركوليس وهو يهز سمعة البطل بهدفين نظيفين على ملعبه في الكامب نو قبل أيام. ما حدث كان غريبا على الهلال، وأقصد من حيث المسؤولية.. وإن كنت أشيد بتوجه الرئيس بتجديد الثقة والإشادة بالمدرب واللاعبين، بل وتحية الجماهير.. لكن على الهلال أن يستعيد ثباته من حيث المسؤوليات الخارجية، خاصة تلك المعنية بالتصريحات وملاحقة الإعلام.. وإلا أصبح كما جاره أعداد هائلة من المصرحين يجمعهم النواح والصياح والتشكيك والتبرم، وفي النهاية «لا بطولات ولا يحزنون».

[email protected]