«الإسقاط».. مجرد إجراء عادي؟!

هيا الغامدي

TT

المتابع لأغلبية نتائج فرق دوري زين السعودي يجدها متفاوتة ومتذبذبة إلا فيما ندر، وهي معروفة بثباتها على ذات المستوى، ليس ذلك من فراغ، بل من واقع منهجية وآلية واستراتيجية عمل متوازنة ومحسوبة الخطى.

أيضا هي من واقع نضج تكتيكي تدريبي إداري وعناصري مستمر، وما أعنيه أن من فرق دورينا من هم معروفون باستخدامهم المفرط لقوالب الأعذار الجاهزة، للهبوط المستمر والنتائج الهزيلة التي لا تعكس أبدا حجم الاستعدادات المبالغ فيها أحيانا قبيل انطلاقة الدوري، وعلى فكرة، يتأكد لنا كل مرة أنها مجرد «جعجعة بلا طحن»!! ولا أعلم لماذا؟! فالبناء في ظاهره احترافي، ولكن المضمون هش وعقيم، بدليل عدم وجود «نتاج» يوازي ما تم العمل له!

يا سادة سألتكم بالله، وأنتم من يدرك الحقيقة أكثر مني عن تلك الفرق التي تتغير بها السنوات، والحال هو الحال، ما الذي تغير لدى «س» و«ص» من الأندية التي لا تزال كل موسم رهينة جدب المنال وتضعضع المآل؟! وإلى الله المشتكى على كل الأحوال! ما الذي يتغير طالما أن الثابت الوحيد هو جملة الإسقاطات التي ترمي بها «الإدارات المتعاقبة» على جملة من المسببات هي ذاتها «المتهم.. البريء» الذي لم ولن تثبت إدانته؟!

التغيير في العادة لدى هؤلاء يتناول الأسماء الظاهرية، لكن المضمون والفكر الإداري هو ذاته لا يتغير، وبالتالي تبقى استراتيجية العمل الإداري على حالها دون حراك، إذن ما جدوى التغيير، طالما أن الناتج والمتوقع سيان، عندها فقط يبقى «الإسقاط» مجرد إجراء عادي!! وإلا فهل يعقل أن كل مدربين «الدنيا» يذهبون كما يأتون بخفي حنين، وبلا ناتج إيجابي، عدا عن بطولة وحيدة؟! أيعقل أن الإشكالية كل مرة تنصب على المدربين ليصبحوا هم الجدار القصير لفشل تلك الإدارات وإفلاسها؟!

دعونا نتحدث بصراحة وشفافية، وإن كانت الحقيقة موجعة كما الألم الذي يضطر لفتح مصدره الجراح بمبضعه ليستخرج الورم، فبعض الأمراض تحتاج للمصارحة لا إلى «الطبطبة» على الوجع لكي يتم التخلص منها نهائيا، وإلا تفاقم الداء واستشرى بالجسد! هذا نفسه دور الناقد المحب الغيور على أندية وطنه، لذا تحملونا بصدر رحب كلما ضاق القلم بما رحب، فالإسقاطات التي يتجه لها البعض مضحكة، وليست حلا مرضيا ولا جذريا لتبييض الوجه أمام الآخر، كما أسلفت لدى تلك الأندية المعروفة بملل جمهورها الصابر صبرا بلا آخر!!

فإذا كانت النتائج السيئة تتكرر، وأنا كناد لدي تواصل مستمر مع تغيير المدربين، فهذا يعني أن السبب لا يكمن بالجهاز الفني ولا باللاعبين المختارين لتمثيل الفريق وملء فراغاته باقتدار، وأستثني أيضا الإدارة، وأركز على الفكر الإداري كمنظومة عمل متوافقة ومتزامنة ومتناغمة مع بعضها، وأكبر دلالة على نجاح العمل البراغماتي.. نتاجه الأخير!! نعم لن ننتظر جديدا ولا مفيدا، بل أتوقع الأسوأ من أولئك الإسقاطيين.. ليست سوداوية بقدر ما هي «قراءة صريحة جدا»!!

[email protected]