منتخب الناشئين السعودي..!

عادل عصام الدين

TT

مع أن منتخب الناشئين السعودي لكرة القدم خسر في المحطة الأخيرة أمام شقيقه الإماراتي، إلا أنني أرى أنه أفضل فريق على مستوى الفرق السنية في السنوات الأخيرة.

تابعت منتخبي الناشئين والشباب في كثير من المشاركات في العقد الأخير، بيد أن الفريق الأخير الذي قاده المدرب الوطني عمر باخشوين كان مميزا جدا من ناحية الأداء الجماعي واللعب الحديث والإعداد البدني الممتاز.

أعترف أن منتخباتنا السنية يجب أن تكون الأفضل باستمرار «على المستوى الخليجي»، وأن منتخبنا ما كان يجب أن يخسر أمام الإمارات، لأنه كان الأفضل معظم فترات المباراة، إلا أن جرعة الثقة في النفس، وعدم التعامل مع المرتدات الإماراتية، وعدم إشراك الخطير فهد المولد من البداية، أثرت على النتيجة النهائية للمباراة، إلا أنني أؤكد مجددا أن النتائج على صعيد الفئات السنية لاسيما على مستوى الناشئين لا يجب أن تكون هدفا بقدر السعي للاكتشاف والرعاية والبناء.

كان الفريق السعودي الناشئ متميزا بعروضه ونتائجه طيلة أيام المنافسة الخليجية بالكويت، واتفق كل من تابع المنافسة أن الفريق السعودي هو الأكثر تأهيلا والأقوى عناصريا وجماعيا، وكان بإمكان منتخبنا الفوز بالبطولة لولا سوء الطالع فضلا عن الأخطاء التي أشرت إليها آنفا، ومن أبرزها الثقة الزائدة في النفس حيث شعر اللاعبون أن الفوز قريب منهم، وأن ثمة فارق بينهم وبين المنافس.

لم يحقق «الكابتن» عمر باخشوين الفوز في النهائي رغم تفوقه في كل المباريات التي سبقت مواجهة الإمارات، علما أن نفس الفريق كان الأفضل في المواجهة الأولى مع الإمارات، لكنني أعتقد أن باخشوين قدم لنا فريقا يحتاج إلى «الاستمرارية» من خلال الاعتناء بأفراده، وتشجعيهم على الاستمرار بنفس الحماس والجهد في صفوف الفرق التي يمثلونها.

اللافت للنظر أن المنتخب الإماراتي الشقيق تفوق علينا في النهائي بنفس السلاح الذي اعتمدنا عليه سنوات طويلة والمتمثل في المهارة الفردية العالية.

ضم الفريق الإماراتي في صفوفه مهاجما صغيرا اسمه وليد عنبر، ذكرني بكبار النجوم الذين قدمتهم الملاعب السعودية، وكذلك الملاعب الخليجية في عقود ماضية. وليد عنبر في نظري يعد أفضل واعد ظهر في بطولة الخليج، وهو رغم ضآلة جسمه يتمتع بموهبة فردية لم يجاره فيها أحد باستثناء مهاجم منتخبنا فهد المولد، وقد استطاع وليد عنبر بمفرده أن يزعج فريقنا ويخرجه خاسرا في النهائي.

أهنئ «الكابتن» عمر باخشوين على هذا المنتخب، كما أهنئ زميله ورفيق دربه «الكابتن» صالح خليفة «مدير الفريق»، وأرجو ألا تؤثر النتيجة النهائية على حماسهما وحضورهما مستقبلا، فالفريق السعودي بغض النظر عن الخسارة الأخيرة كان مختلفا جدا مقارنة بالمنتخبات السنية التي شاهدناها في السنوات الأخيرة.

صحيح أن الفوز في مثل هذه البطولة مطلوب، ولا يجب أن ترضى بغير الحصول على الكأس، لكن الأهم هو كيف تبني فريقا للمستقبل يلعب كرة حديثة نستطيع من خلاله القضاء على «التسرب»، والحرص على استمرار نفس العناصر.

[email protected]