وطنية بوهانغ أم وطنيتنا؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لعل أكبر مشكلة نعانيها حينما نناقش قضايانا الكروية على الصعيد الإعلامي هي إلباسها رداء الوطنية رغم أنه لا علاقة لهذه بتلك!

لا أعرف أسباب تقمصنا أدوارا أكبر منا.. ليس معقولا حينما نصل إلى الصراخ والعويل أن نوقف الأصوات لمجرد أن ما يحدث هو مهمة وطنية لا أكثر ولا أقل، وبالتالي يجب السكوت هنا. أسال نفسي دائما وأقول: هل ما يحدث لدينا هو ذاته الذي يدور هناك في لجان المسابقات اليابانية والكورية الجنوبية؟ بالتأكيد لا!!

أعتقد أن المشكلة الرئيسية، التي لو تجاوزناها ستحل الكثير من قضايانا وستدفعنا إلى رتب أعلى.. إن النقاش في أمور تافهة يجعلنا نترك الأساسية، وبالتالي نتخلف في الركب، وهو ما يحدث الآن!!

لا أريد أن أتفلسف أكثر مما يجب، ولكن انظروا مثلا إلى فريق بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، ماذا فعل في الموسم الماضي على الصعيدين الآسيوي والمحلي، وهو البطل الهمام لقارة آسيا، بعد أن ظفر باللقب على حساب الاتحاد السعودي في طوكيو في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؟!

على المستوى المحلي لعب بوهانغ أيام 6 و13 و26 سبتمبر (أيلول) و4 و7 و11 و17 و24 أكتوبر (تشرين الأول) و1 نوفمبر، أما على المستوى الآسيوي فلعب أيام 23 و30 سبتمبر و21 و28 أكتوبر و7 نوفمبر، والأخيرة كانت في اليابان أمام الاتحاد السعودي علما بأن مباراة يوم 28 أكتوبر كانت أمام أم صلال القطري، ولم يروج بوهانغ وقتها لمسألة التعب والإرهاق على اعتبار أنه لعب يوم 24 أكتوبر في دوري بلاده ويوم 1 نوفمبر، بمعنى أنه قبل أن يواجه أم صلال بأربعة أيام خاض مواجهة محلية، وبعد هذا اللقاء لعب محليا في 1 نوفمبر، وهذا اللقاء كان قبل مواجهة الاتحاد بستة أيام، وفي النهاية ذهب إلى طوكيو وتجاوز الاتحاد وكسب اللقب رغم أن الأخير أقام معسكرا لأكثر من 9 أيام في اليابان!!

ليس بوهانغ وحده بل اذهبوا لناغويا غرامبوس الياباني في العام الماضي، لتجدوا أنه لعب أيام 12 و19 و26 سبتمبر محليا و4 و17 و25 أكتوبر أيضا محليا، وعلى الصعيد الآسيوي لعب أيام 23 و30 سبتمبر و21 و28 أكتوبر، أي واجه الاتحاد بعد أن لعب مباراة محلية بثلاثة أيام فقط مع فارق رحلة السفر بين طوكيو وجدة!!

ما أعنيه هو أن اتحاد الكرة السعودي هو السبب الرئيسي في ما يحدث لدينا وليس الأندية.. كل أندية العالم، وليست أندية آسيا فقط، تعاني الضغط، وبما أن لجان المسابقات في تلك الاتحادات الأهلية تسير وفق احترافية ومهنية عالية، تجدها لا تجامل على حساب مسابقاتها المحلية، بينما نحن لا.. نصمت حينما نجد مسيري الأندية يتعلقون بالوطنية، وكأن لجنة مسابقات اليابان وكوريا الجنوبية وإسبانيا وإنجلترا وإيطاليا بلا وطنية!! ما دام الجدول قد اعتمد فالمفروض ألا يتغير مهما كان الأمر.. تعلموا من بوهانغ.. لم يسترح مثلما استراح الاتحاد.. جاء إليه في اليابان وهو المقيم لأكثر من أسبوع وأسكن شباكه هدفين وعاد إلى بلاده منتصرا آسيويا ومحليا!!

قلتها ذات مرة حينما علق رئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح بأنهم لا يستطيعون التغيير.. والله.. لن تحلوا مشكلات مسابقاتكم المحلية حتى لو استعنتم بخبراء المسابقات في الفيفا!!

ختاما.. على اتحاد الكرة أن يدرك أنه مقبل على صناعة رياضية كروية حقيقية كلها احترافية، وبالتالي هذه الصناعة تتعارض بشكل أساسي مع قضايا التأجيل البدائية التي لا نجدها إلا في عالمنا العربي وتحديدا هنا!

[email protected]