فلنوقف «حرب» الكلمات

فرانكو أرتوري

TT

في نهاية حرب الثلاثين عاما، التي أرقت أوروبا خلال النصف الأول من القرن السابع عشر، لم يكن أحد يذكر جيدا لماذا ومن أجل من اندلع القتال. لقد بدأت هذه الحرب على أنها حرب دينية وانتهت بكونها آتونا يلتهم كل شيء. إننا ننظر إلى هذه الحرب من بعيد وننطلق منها لنصل إلى اللهجة السائدة حاليا والصراع الذي لا ينتهي في كرة القدم الإيطالية، ونعني به الصراع الدائر حاليا بين ناديي الإنتر واليوفي.

لقد أخذ هذا الصراع يتطور من جدل إلى طعن قضائي ومن تصريح إلى حوار ومن مدونة إلى تراشق وخلاف طويل عبر شبكة الإنترنت. ويبدو أن هناك من قرر أن يذكي نار هذا الخلاف ليصبح عداوة أبدية بين الناديين. إنه نوع من حرب الكلمات يضيع فيها المنطق والترتيب الزمني للأحداث. ويتميز هذا الصراع بأن كل طرف يلقي باستمرار بمسؤولية بداية الخلاف على الطرف الآخر حتى أصبحت عبارة «هم الذين بدأوا» هي القاسم المشترك في هذا الصراع. ولهذا السبب وقبل المباراة المرتقبة بين الفريقين في الدوري والمقرر لها يوم غد الأحد، فمن الضروري ألا نسكب البنزين على النار مثلما فعل مساء الثلاثاء الماضي إرنيستو باوليللو المدير التنفيذي لنادي الإنتر وتلاه في ذلك ولكن بصورة أقل حدة ماسيمو موراتي رئيس النادي.

يجب الحرص على التزام الهدوء لأن المبارزات والصراعات، عفوا المباريات، يجب في النهاية أن تُلعَب. وقد يفسر بعض المشجعين «المتحمسين» بشكل خاطئ تلك التصريحات والانتقادات المتبادلة بين مسؤولي الناديين ويلجأون لاستخدام العنف أثناء اللقاء.

ولعل من المبالغ فيه أن نطالب الناديين بإنهاء هذا الخلاف نهائيا والتوقف عن الحديث فيه تماما، نظرا لأن الدعاوي القضائية ما زالت مفتوحة وينظرها القضاء، لكننا نطالبهما على الأقل بتهدئة الأجواء بعض الشيء والوصول إلى مباراة الأحد بينهما دون حرائق مشتعلة تتسبب فيها التصريحات والاتهامات المتبادلة. إن أسلوب الحرب الكلامية لم يعد مناسبا في العصر الحديث.