مهارة وإرادة

أريغو ساكي

TT

انتهت جولات الشامبيونز ليغ لصالح الفرق الإيطالية، حيث سحق الإنتر فريق فيردر بريمن برباعية نظيفة، في حين اقتنص روما فوزا صعبا من كلوج الروماني، وفي هولندا تعادل الميلان مع أياكس بهدف لكل منهما. وعلى الرغم من أهمية هذه النتائج الإيجابية التي من شأنها إعادة الثقة بالنفس والتقدير الذاتي لنفوس اللاعبين، فإن الأمور لم تكن بالشكل المطلوب في بعض الأحيان.

وفي مواجهة الفريق الألماني، ظهر لاعبو الإنتر بصورة مختلفة تماما عما كانوا عليه أمام روما في الدوري المحلي، حيث أضفت مشاركة كوتينهو وبيابياني ديناميكية جديدة على أداء الفريق، فضلا عن التوظيف الصحيح لإيتو في وسط الملعب، وهو ما ساعده على تقديم أفضل ما لديه في المباراة، مما دفع النقاد إلى التساؤل عن أسباب الدفع بالكاميروني على الجهة اليسرى من الملعب طوال الفترة الماضية. من جهة أخرى، افتقد الإنتر إلى خدمات دييغو ميليتو الذي مني بإصابة سطحية في مباراة روما، بيد أننا لا يجب أن ننقص هذا النجم الكبير حقه، ومن المؤكد أنه سيتجاوز محنة المونديال في القريب العاجل.

وأعتقد أن الدفع بجبهة هجوم ثلاثية مكونة من شنايدر كقلب هجوم متأخر وميليتو وإيتو في المقدمة، سيكون حلا جيدا للغاية، بيد أنه يتطلب تغيير خطة اللعب، وتوافر عدد أكبر من لاعبي خط الوسط.

وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي الذي يعوق بينيتيز عن تطبيق الخطة الجديدة حتى الآن.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها روما في مواجهة نظيره الروماني، فإن الفريق أظهر قدرا كبيرا من التركيز والعزيمة الصادقة، مقارنة بالحالة التي بدا عليها في الأسابيع الأخيرة. ربما لم يصل الفريق إلى أفضل حالاته البدنية بعد، ولكنهم سيصلون إليها قريبا بفضل الدوافع المعنوية الكبيرة التي تميزهم عن غيرهم. من حين إلى آخر، يواجه المدير الفني كلاوديو رانيري مشكلة عدم تماسك الفريق بالقدر الكافي وافتقاده إلى النظام، ولكنها مشكلة قابلة للحل.

وفي الميلان، ما زالت رحلة البحث عن التوازن بين جبهات الفريق مستمرة، حيث يرجع الفضل في نجاح الميلان في أمستردام إلى المهارات الفردية والكفاءة التي يتميز بها كل من لاعبي الفريق على حدة، كما أن المباراة لم تخل من بعض الصعوبات التي تسبب فيها شباب أياكس الموهوبون. لقد سيطر الهولنديون على اللعب فترة طويلة، ولكنهم لم ينجحوا في الاستمرار طويلا بهذه القوة، نظرا إلى افتقادهم للخبرة. وبذلك، نجد أنه يتعين على أليغري أن يعمل جاهدا، وأن يتحلى بالصبر الكافي لتحقيق التوازن وتقديم أداء مقنع وممتع في ذات الوقت. ورغم صعوبة الوصول إلى استمرارية الأداء في ظل الخصائص الفنية التي يتميز بها لاعبو الميلان، فضلا عن تقدم الكثير منهم في السن، سينجح أليغري البارع في تكوين فريق مكتمل العناصر ومنظم. وفي الوقت الحالي، يستفيد الميلان بشدة من إمكانات لاعبيه الموهوبين، وعلى رأسهم زلاتان إبراهيموفيتش الذي عاد من إسبانيا برغبة كبيرة في الفوز. ومما لا شك فيه أن السويدي يتمتع بإمكانات هائلة، ولكنه لم ينجح في التعبير عنها بشكل كامل في الكثير من الأحيان، فهو لم يصل إلى أحسن حالاته بعد، ولكنه إذا استمر في اللعب بهذا الشكل مع الفريق، واضعا مصلحة الميلان نصب عينيه، فسوف يظهر إمكاناته غير العادية، وهو ما سيعود بالنفع عليه وعلى الميلان.