«السقا.. مات»

عادل عصام الدين

TT

«السقا مات».. هي إحدى أشهر الروايات العربية. كتبها الروائي الراحل يوسف السباعي.

السقا.. في رواية السباعي كان يعمل فعليا في هذه المهنة، أما محمد السقا فلم نعرفه إلا إعلاميا رياضيا بارزا.

وإذا كان السقا.. في رواية السباعي قد مات، فإن الزميل محمد السقا لم يمت بذكراه العطرة، بأخلاقه الحميدة، بمهنيته العالية، بفكره، بعلاقاته الجيدة مع كل العاملين في الوسط الإعلامي.

غادر محمد السقا الدنيا الفانية، انتقل إلى رحمة الله تعالى، لكنه بالتأكيد سيبقى في الذاكرة، وسنظل نتذكر أحد أبرز من قدمتهم ساحتنا الإعلامية الرياضية.

كان الخلوق النشط من أوائل من نجحوا في حقل التغطية «التلفزيونية» الميدانية. نجح في «الاستوديو» كما نجح في الميدان، ومع أنه بدأ في التلفزيون السعودي وحقق النجاح، فإنه برز كثيرا وتألق وأبدع حين بدأت «أوربت» الرياضية.

استطاع السقا مع بعض الزملاء، سواء في «أوربت» أو في القنوات الرياضية الأخرى، لفت الأنظار وإبراز أهمية التغطية الميدانية، وإجراء الحوارات القصيرة قبل وبعد المباريات.

تفوق الزميل العزيز (يرحمه الله) بلغته الراقية، كما نجح وتألق بلغته الإنجليزية، وكثيرا ما كانت تتم الاستعانة بقدراته وإمكاناته العالية في الترجمة.

استعانت به القناة «السعودية الرياضية» قبل أشهر كمحاضر عندما نظمت دورة للمذيعين والمراسلين والمعدين، وتفرغ السقا لمدة أسبوع لإلقاء محاضرات متخصصة لـ«المراسلين» المبتدئين.

تلك الدورة كانت آخر عهدي بالزميل الطيب الرائع «المثقف» محمد السقا.

رحم الله الزميل العزيز وألهم أهله وزملاءه الصبر والسلوان.

** لو قدر لي أن أكتب عنوانا لمباراة الرائد والنصر الأخيرة لاخترت العنوان التالي: «مباراة.. غابت عنها الروح الرياضية».

نعم.. المباراة التي شوهتها الخشونة والإصابات والأخطاء الكثيرة والاعتراضات والاعتداءات والتوقفات.. لا بد أن تكون قد افتقدت للروح الرياضية.

وما هكذا يكون التنافس.. أبدا.

الدوري مثير.. وكل مباراة لها أهميتها في سباق الدوري، لكن هذه الأهمية لا يجب أن تكون على حساب جمال ومتعة وحلاوة الدوري.

التوتر والتشنج أثرا كثيرا على جمال المباراة، وغياب الروح الرياضية شوه المباراة، فغابت المتعة والجاذبية، وإن كانت الإثارة حاضرة.

[email protected]