«الأحق» و«الأولى».. والمطلب «الأغلى»!!

هيا الغامدي

TT

لم تكن أمسية الشباب في نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام سيونغنام الكوري في العاصمة السعودية الرياض تحمل تفاصيل مختلفة جذريا عن «عصرية» الهلاليين بأصفهان الإيرانية، فالفارق بهدف شعور مشترك، أحدهما لصالح «الشباب» والآخر ضد «الهلال»، والمطلوب عودة قوية للقفز على الجدران الإسمنتية التي وضعناها أمام رغبتنا الوطنية المشتركة في الوصول للنهائي الأهم والأغلى، ولا أدري على ماذا يطير الشبابيون فرحا بنتيجة 4/3؟! وكل من تابع اللقاء كان قد لاحظ أن الفريق الكوري من السهل اختراق دفاعاته، وكان من المفترض زيادة الغلة وتعميق وتأكيد مبدأ استحالة التعويض على الكوريين الذين تعذروا بالطقس الحار نظير مستواهم السيئ - هذا من وجهة نظرهم طبعا. يا ساتر إذا كانت الثلاثية في نظر أصحاب العيون الضيقة نتيجة «تمشي الحال»، ومجرد استهلال، فماذا سيقدمون في بلدهم البارد.. هل تخيلتم معي كيف سيكون الحال صعبا على ممثلنا الشباب هناك؟!!

فالكوريون كانوا يتقدمون على ممثلنا على أرضنا وطقسنا (وحرنا)، ونحن «نعادل الكفة» بصعوبة، لولا أن رجحت أكف الدعاء اللاهجة المتضرعة لرب السماء الكفة لصالحنا!! ليس عيبا أن تفتح ملعبك في مباراة على أرضك وبين جمهورك، لذا فوساتي لم يخطئ، وزاد من احترامه لدينا اعترافه بوجود ثغرة في عمق الدفاعات الشبابية أعطت للكوريين مجالا للتفوق على فريقه، لذا فمن المفترض أن يتنبه الشبابيون للإياب كثيرا، والاتجاه إما للفوز أو التعادل على أقل تقدير، والحذر كل الحذر من الثقة الزائدة عن حدها والتي تقرأ من تصريحات الشبابيين. ولا يبعد الهلاليون عنهم كثيرا في هذا الجانب على اعتبار الهزيمة 0/1 على الأرض الإيرانية تمثل نتيجة مقبولة قياسا بغيرها، حفظا لماء الوجه، أو امتصاصا لرد الفعل، أو أيا كان، فالقادم أهم وأصعب حتى لو كان الإياب «سعودي» الزمان والمكان، فلا الزمان ولا المكان يملكان أقداما إيقاعية تعبر بنا فوق أكتاف الآخر، وحدها النتائج الإيجابية تؤدي للانتصارات والتأهل!

الهلال قدم مباراة جيدة بأصفهان، كان ينقصه فيها الثقة وتخليص الهجمة، صحيح أن 1/0 للإيرانيين ليست بالنتيجة الخارقة ولا صعبة المنال، وممثلنا الهلال نثق في أنه قادر على الوصول والظفر بنتيجة مؤهلة إذا ما ابتعد كما الشباب عن زوايا «الأفضلية» و«الأحقية» و«الأولوية»، فليس هناك دماء نقية تميل لصالحها كفة الكرة، لكن هناك عملا وجدا ومثابرة و«تركيزا ذهنيا» لكي تأتي الأفضلية توافقا مع الظروف الحية. أيضا على الشبابيين والهلاليين أن يدركوا (تماما) أنهم حتى اللحظة لا يزالون بعيدين عن مسألة الحسم ما لم يعملوا له، ففارق هدف لك أو عليك في كرة القدم «نتيجة متطرفة» لا يؤمن جانبها وقد وصلنا لمرحلة متقدمة من أدوار بطولة تمنيناها كثيرا!! وبصراحة أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الركون إلى الأخطاء المقصودة والمركبة للحصول على «فرصة» و«مخرج» و«عذر بليد»، فحتى الأعذار الواقعية تضيع، واسألوا فيلهامسون لِمَ ضاعت جزائيته أول من أمس!!

[email protected]