تجاهلوا الخائبين والحُفر!

مساعد العصيمي

TT

كانت أشبه بالغمامة التي تجاوزها الهلال باقتدار.. قفز عليها ومن فوقها.. وأثبت أنه من فئة فرق مختلفة لا تستسلم ولا تضار.. نشير إلى ذلك ونحن ندرك أن ظروفا صعبة تعلقت به من كل ناحية.. إصابات مقلقة.. سفر لاعب مهم.. أسماء كثيرة عادت وما زالت في مرحلة التشافي.. مدرب وإدارة لم يستقرا على قرار تجاه بعضهما بعضا.. أصوات نشاز تلاحقه وتحاول أن تثبط من عزيمته.

من تطاله هذه الظروف فجدير به أن يكون محبطا خائبا.. لكن في حال الهلال فإن تجاوز الأزمات ديدن لم يتخل عنه. أكبر بالهلال ولاعبيه ما قدموه أمام الفريق الإيراني.. وأحييهم على العطاء الراقي.. وهنيئا لهم لأنهم خرجوا وهم يحملون عزيمتهم متقدة ساخنة.. لا تنثني حتى وإن أراد الماليزي ذلك.. وعليه فمن يرى في النتيجة قلقا أقول له إنك مثبط، وعليك أن تحتفظ برأيك.. ففي النتيجة عنوان لهلال الإنجازات، الفارس الذي لن يثنيه ذوب آهن أو غيره عن بلوغ النهائي.

هي ليست كلمات مستهلكة لرفع المعنويات.. لكن لأننا من فئة تعتمد على القراءات والحسابات، وتضبط أمورها بما يعبر عن الواقع الحقيقي.. لا الواقع النكدي الحاقد.. المتلون.. فخسارة الهلال هي عثرة جولة.. لا بطولة.. طالت بطل رغم كل ما ذكرناه أعلاه.. ومن هذا سبيله وديدنه فحري أن يقلق منافسه، وأن يتمسك هذا المنافس بأهداب التوتر.. لأن فريقا سيكتمل في الرياض هو موعود بملاقاته..

لا تقلقوا أيها الهلاليون، فثمة مميزات أنتم أهلها.. ويكفي أن التفاؤل والعزيمة والإصرار عنوان رئيسي لكم.. وأحسب أن ذلك من جعلكم على رأس القائمة محليا وقاريا.

ثمة كلمة لن أغفل ذكرها، فالتفاف الإدارة حول فريقها جدير بأن يرفع الناحية المعنوية.. وأحسب أن رئيس الهلال أدرك ذلك وثبته ونجح في دعم فريقه لتجاوز الضغط الإيراني.

وماذا عن الليث بعد موقعة الكوري.. ولأشد ما أخشى عليه من رؤية المنظرين وعبثية من أرادوا إخراجه عن تركيزه بإشغاله بالملعب وحفره.. إدارته أدركت ذلك وعملت كل ما في وسعها أن تعنى هي بالأمر، وبما يجعل لاعبيها مشغولين بإعدادهم فقط.. لأن بعض غير المحبين أرادوا دفعهم نحو الملعب وحجم النتيجة، وكأنهم أرادوا سلب تركيزهم من خلال تصور ما ينتظرهم على أرض الملعب الكوري فقط.. لكن حسبنا أن قواعد اللعبة تطال الشباب أيضا كما هو الهلال.

في رأيي الشخصي، الليث ما زال ممسكا بالأفضلية، وعليه ألا يتخلى عنها بسبب إسقاطات نفسية غير مسؤولة.. وأثق أن لديهم مدربا محنكا يعرف كيف يتعامل مع الصعاب.. ولعل في التفاؤل مجالا أكبر بعودة الخبيرين تفاريس والقاضي.. فالمعاناة قد حضرت حين غيابهما عن الذهاب، ونثق أنها ستتوارى بعودتهما.