الكرة.. تقنية نانو أم كيمياء معقدة؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

قال في حديثه التلفزيوني: «لا أعرف أسباب انتقادات النقاد والإعلاميين الرياضيين لغيريتس.. إن سيرتهم الذاتية لا تنم عن ممارسين كرة قدم أو مدربين خبراء في هذا المجال.. لماذا يتحدثون عن الجوانب الفنية والتكتيكية وهم لا يفقهون فيها شيئا».

ليس ذلك فقط، بل حتى المحللون طالهم النقد، لأنهم أقل من غيريتس في العراقة التاريخية والفنية.. إنه أوروبي، أولا يكفي ذلك..؟!

نعم، نحن لسنا مثل غيريتس، لكننا نفهم كرة القدم ونعرف جوانبها الفنية وخفاياها التكتيكية.. هي لعبة نعرفها منذ كنا صغارا.. مارسناها في المدارس والجامعات، وحتى حينما حاولنا الدخول كلاعبين مبتدئين في أندية صغيرة.. أو حتى حواري.. نعم، إنها كرة قدم بتفاصيلها الصعبة للعوام.. لكننا نفهمها لأنها ليست كيمياء أو فيزياء أو حتى تقنية نانو.. نعم نعرفها لأنها ليست أرقاما اقتصادية أو جوانب استثمارية قد يعرفها قلة ويصعب فهمها على كثيرين!!

غريب جدا.. أتدورن أن بلاتر، رئيس أعلى سلطة كروية في العالم، لم يمارس الكرة، لكنه يتحدث عن التدريب والتكتيك والإدارة..!

منذ عقدين من الزمان وأنا أقرأ ردود الفعل للصحف البرازيلية والأرجنتينية والإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية وهي تنتقد، وبشدة، المناهج التكتيكية لعمالقة التدريب في بلدانهم، لكن كبار مسؤولي الكرة في تلك المنتخبات والأندية والاتحادات لم يسلبوا حق الانتقاد من الإعلام والكتاب الرياضيين كما يفعلون هنا!! هل تقرأون ما ننشره هنا في «جريدة العرب الدولية» يوميا من صفحات لا مثيل لها عن «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية.. إنها تنتقد أعرق مدربي الكرة في إيطاليا.. من ينتقد يا ترى في تلك الصفحات الغزيرة معلوماتيا ورأيا وفكرا؟ إنهم عباقرة الصحافة في إيطاليا ونقادها اللاذعون..؟!

صحيح أن رؤية الخبير الكروي قد تكون أعمق، لكنها لا تبعد كثيرا عن رؤية الصحافي الكروي المتمرس في التحليل والمتابعة والدقة في مناهج ومدارس كرة القدم..!

من حقي كصحافي وناقد أن أبدي رأيي في المدرب حينما يمارس دورا «غبيا» على الصعيد التكتيكي في مباراة ما.. ومن حق أي مدرب أن يصف أسئلة الإعلاميين بالغبية، كما فعل أحدهم ذات مرة حينما تلقى سؤالا يراه غير مفيد أو أحمق أو أي شيء.. وقتها بالنسبة لي لم أرفع سلاح النقد ضد ذلك المدرب.. لأنه كان يمارس دوره في النقد، على الرغم من أن السؤال كان عابرا، وبالإمكان تجاهله من مدرب عريق!!

حينما يخطئ مدرب لا يعني ذلك أنه فاشل.. أستغرب جدا هذا الهجوم ضد النقاد.. حتى ذلك المدرب اعترف بأخطائه في تلك المباراة الكارثية.. أتدرون؟ لقد جمع اللاعبين وأخبرهم بأخطائهم بعد أن وبخ بعضهم، مثل الدفاع وحارس المرمى، لكنه لم ينس نفسه، واعترف بدوره الكبير في تسليم لقاء لصالح فريق جريح!! العمالقة زاغالوا، وألبرتو بيريرا، وكلينسمان، وإيميه جاكيه، ولومير، وهيدنك، وريكارد، وكرويف وعشرات المدربين تلقوا سيلا من الانتقادات من الإعلام.. إنه رأيي، ومن حقي أن أنطق به..!

[email protected]