القناة الرياضية باتت أكثر نضجا

مساعد العصيمي

TT

في التحقيق الذي تقدمه «الشرق الأوسط» في هذا العدد عن حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي، كان جميلا أن يصل المشاركون إلى الحلول المطلوبة للواقع المأمول من هذا النقل.. أشدد على ذلك من واقع القيمة الفكرية الكبيرة لهم حينما أفادونا بتفسير حقوق النقل وكيفيتها والمستفيدين.. ولا شأن لهم بهوية الناقل.. وعلى الرغم من ذلك لمسنا تفضيلا وإن كان خجولا للناقل الوطني، لكن ثمة صعوبة تكتنف الأمر.

هنا لن أضيف على ما قالوه لأنهم أخبر وأعلم بالأمر، لكنّ ثمة أماني فضلت الاسترسال في محيطها.. فما أعلمه أن من أولويات أي بلد العمل على منح مواطنيه الأفضلية بالاستفادة من منتجاته، وأحسب أن النقل التلفزيوني للمنافسات الكروية الوطنية هو في الشأن نفسه.. وعليه، لم أكن أستغرب أن تقوم حكومة الإمارات بتسهيل الأمر على قناتيها الشهيرتين «أبوظبي» و«دبي» لأجل أن تنعما بنقل منافساتها الكروية. هي فعلت ودعمت ووجهت، منعا لاحتكاره، ولإعطاء المساحة الأكبر من هذا الدوري لأبناء البلد، في مصر الشأن نفسه، وكذا في كل البلدان.

في الواقع السعودي يبدو الأمر مختلفا؛ فجهات حكومية كثيرة، تتقدمها وزارة المالية الموقرة، لا يعنيها أن تكون القناة الرياضية السعودية هي صاحبة الشأن، ولا يعنيها أيضا أن ترميها في خضم متنافسين أقوياء آخرين، المحفظة المالية لكل منهم مليئة بما يفوق ما لدى قناتنا، ولا بأس بعد ذلك أن تنال قناتنا الفتات!

في دعوتنا هذه لا ندافع عمن لا يستحق، لأن القناة الرياضية السعودية قد أثبتت علو كعبها خلال العام الماضي.. بل إنها باتت قادرة على استقطاب المميزين والإعلان والمردود المالي، ومعه تقديم العمل المفيد، وأكاد أجزم بأنها قد تجاوزت مرحلة الغثاء إلى مرحلة التميز والرقي البرامجي.. حدث هذا حينما استعانت بالخبير تركي بن سلطان لأجل تحقيق ذلك، فكان عمله مثمرا وتوجهه إيجابيا.. وها هي أبرز الأسماء تنضوي تحت لواء هذه القناة التي كانت وإلى أعوام قريبة سابقة طاردة للمميزين حقيقة، فما فعله هذا الرجل في القناة الرياضية السعودية قد نقلها إلى احترافية راقية.. وأحسب أنه حين قبل الرهان عليها قبل أكثر من عام كان يدرك حجم العمل الكبير الذي تحتاجه، لأنه، ومن منظور الإعلامي الخبير، أرادها متطورة، والأهم أنه وجه القناة الرياضية لتتحدث بما يريده المتطلع السعودي، لأنه يعرف اللغة التلفزيونية الحديثة، بل ومدرك لصناعة العمل التلفزيوني وكيفية تقديمه‏..‏ هي الآن مطمح لكل متطلع للعمل التلفزيوني، ومصدر لمن يريد المشاهدة، بل إنها باتت قادرة على إضفاء الإشباع على مشاهدي القناة، بل زادت بتأصيل العمل الإيجابي الموضوعي البعيد عن المكاسب الوقتية، ناهيك عن أن منحها النقل كاملا سيجعلها ذات أرباح هائلة، وهو ما سيسعد وزارة المالية!

مفيد القول إن الفعل الكبير الذي تشهده القناة الرياضية سبيل لكي تملك حقوق الدوري السعودي.. هي الآن قادرة، وبكل كفاءة، على تجسيد ذلك.. لكن يظل هناك من عليه أن يدعم الأمر.

[email protected]