انعزال بالاتسي وتوري

روجييرو بالومبو

TT

على بالاتسي المدعي العام لاتحاد كرة القدم الإيطالي أن يسرع في القراءة. 187 مكالمة ليست جبلا ينبغي الصعود فوقه، لكن كبير مدعي الاتحاد، كما هو معلوم، يعد نوعا متأملا. يأخذ كل الوقت اللازم، وأكثر أيضا. هذه الاستثارة المهذبة هي التي تعطي دفعة، والتي تأتي من جوانب عدة، وبالتالي تترك الوقت اللازم. كما أن بالاتسي، هذه المرة، لديه عذر، فمن أجل النقطة «الرياضية» حول الحلقة الجديدة من جلسات فضيحة الكرة الإيطالية، «كالتشيوبولي»، ينبغي أن يكون متاحا لديه كل المواد المفيدة. الأمر لا يتعلق بانتظار تفريغ 170 ألف مكالمة هاتفية، والتي من الأفضل الانتقال إليها فيما بعد، قدر ما يتعلق بأن يكون لديه كل ما يخص ملف «الإنتر» كاملا. في جلسة 12 أكتوبر (تشرين الثاني) الحالي، من المفترض أن تضم محكمة نابولي 130 مكالمة أخرى مقدمة من دفاع المتهمين في القضية، كي تمر بعدها «رسميا» إلى بالاتسي. ومن بينها المكالمتان الأكثر حساسية، إحداهما بين فاكيتي رئيس الإنتر السابق وبرغامو مسؤول الحكام حينها، وأخرى بين الحكم برتيني وبرغامو تدور حول (قبل أو بعد) لقاء كالياري - الإنتر (1/1)، في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، في مايو (أيار) 2005 (حينها أنقذ برتيني، الذي حصل على 4.5 درجة في تحليل ما بعد المباراة، كاريني حارس الإنتر الذي قام بالتصدي لكرة بيديه خارج منطقة جزائه). لنقل أن بإمكان بالاتسي الانتهاء من قراءة نص المكالمات بنهاية العام، وليس بعد ذلك.

لقد أخطأ اتوري توري، رئيس نيابة مكافحة تناول المنشطات، لأن أشياء بعينها لا تقال ولا على سبيل المزاح. بعدما قلنا هذا، وبعد تسجيل ردود الأفعال العاصفة والكاملة لمسؤولي اللجنة الأولمبية الإيطالية الكبار، وكذلك بعض المسؤولين الآخرين، هناك سؤال تلقائي يطرح نفسه، وهو: لماذا قام توري بذلك، بعد سنوات من الصمت والعمل؟ لنحاول التخمين. لأنه شعر بعزلة وهجران، وقرر الخروج، وسيحدث ذلك العام المقبل، حينما يتم عامه الثمانين، بالطبع مع الشكر الجزيل، يمكن المراهنة على ذلك. لكن بأي معنى كونه وحيدا ومهجورا؟ اللجنة الأولمبية متقدمة في مسألة تعاطي المنشطات ولا تضيع فرصة إلا وتحذو حذو النموذج الإسباني (ألف نصر ولا أي تحقيق، ونحن لا نتحدث عن سباق دراجات هوائية، وإنما عن كرة قدم وتنس). ماذا إذن؟ لنضعها بهذه الطريقة، انتهى الحال بنيابة مكافحة تناول المنشطات إلى فقدها لقوتها، حيث تقوم بتحقيقات غريبة إلى حد ما في الفترة الأخيرة، كي لا تدخل في قضايا كبيرة بعينها. ألم نسمع عن تعيين ماركو أربينو؟ إنه رجل شرطة سابق، ولاعب شيش سابق، ورئيس مكتب توري وأشياء كثيرة أخرى. احرموا الميلان من إبراهيموفيتش ولنر ماذا سيحدث. بطريقة أو بأخرى، سارت الأمور هكذا في نيابة مكافحة المنشطات.