لماذا يغيب بالوتيللي كثيرا هكذا؟

لويغي غارلاندو

TT

شيزاري برانديللي مدرب داهية، فقد عوضنا بعد مونديال جنوب أفريقيا الكارثي، حيث أسس منتخب الابتسامة والمهارة، منتخب إيطاليا كاسانو وبالوتيللي، المنشقين ذوي الموهبة، اللذين استبعدهما ليبي طويلا. في حقيقة الأمر، ومنذ الساعة الأولى، بدأ المدير الفني عمله في البحث عما يسير خلفه مدربو العالم بأسره، وهو الفريق. وبهذا المعنى، من لقاء لندن الودي إلى بلفاست، حصل برانديللي على الكثير للغاية، فالفريق موجود، ولديه هوية وعادات أكثر ظهورا دائما، انطلاقا من الاستعداد الجيد، ووصولا إلى السيطرة الفورية على مجريات المباراة: الفعل وليس رد الفعل، مثلما فعلت الكثير من المنتخبات الإيطالية في الماضي.

التربية النظرية مجددا على الجانب المهاري في الجمل التكتيكية (الإشارة إليها أكثر من التعبير عنها إلى الآن) لها أثر جانبي، وهو خطر النرجسية أو الأنانية. من يعش على الأداء الفردي والانطلاقات غير المحسوبة فإنه أناني بالضرورة. منتخب إيطاليا «المهذب» الذي يتعب كي يحصل على إنذار (لا بطاقات صفراء في بلفاست) يبدو أحيانا حنونا بصورة زائدة عن الحد. برانديللي، الذي طلب من لاعبيه استخلاص الكرة بشكل أقل نعومة حتى في المران، أكد ذلك مجددا عقب مباراة آيرلندا الشمالية، حيث الشراسة الأكبر في الهجوم، وليس ذلك فحسب. أعين النمر لن تأتي يسيرة إلى منتخب إيطاليا صاحب اللعب النظيف، الذي يريد لم شمل الصديقين توتي وكاسانو معا. لكن عودة ماريو بالوتيللي قد تعيد أشياء عدة إلى مكانها الطبيعي.

خططيا قبل كل شيء، بالوتيللي يركز على المرمى كما لو كان ينقصه الهواء، ولديه القوة والموهبة كي يتجاوز لاعب الخصم غير أي لاعب في إيطاليا، وهو الشيء النموذجي لفك رموز المباريات المغلقة مثل لقاء بلفاست. كاسانو، في ثماني مرات من عشر، بدلا من محاولة الاختراق، يعود ويلعب كرات على القائم الثاني. لكن ليس خططيا فقط، فبالوتيللي الذي يصرخ في وجه كريستيانو رونالدو ويركض رغم صافرات الاستهجان، لديه الشخصية والنفس القوية كي يبث في رفاقه الحماس والشراسة الطيبة مثل تيفيز وروني مع فريقيهما وهما متخصصان في القتال.

وقد تكون هناك حاجة ماسة إليه أمام منتخب صربيا، غدا الثلاثاء، الذي لديه عيون النمر منذ زمن بعيد. وكبديل، ينبغي استعادة موهبة كاسانو غير العادية، والذي ضحى كثيرا كي يجعل الجميع يقدرونه. مع بالوتيللي وكاسانو الحقيقي قد يكون أكثر صعوبة عدم التسجيل في مباراة لنا فيها السيطرة الكاملة. لا كارثة. إذا كان فريق الميلان الساحر في وجود إبراهيموفيتش ورونالدينهو وروبينهو يسجل هدفا واحدا في المباراة، فيبدو من غير اللائق انتقاد التعادل 0/0 لمنتخب ولد منذ 4 مباريات، والذي ينتظر إبراهيموفيتش الخاص به، وهو ماريو بالوتيللي.