الشربتلي.. صناعة بطل!

منيف الحربي

TT

تحت عاصفة من الأضواء والتصفيق وقف الشاب السعودي النحيل عبد الله الشربتلي مستمتعا بإنجازه الكبير وهو يفوز بالمركز الثاني في بطولة العالم لفردي قفز الحواجز.. حينما رأيت فرحته المشعة، تذكرت صورته المؤلمة قبل عامين وهو يتلقى العلاج بعد إصابته بكسور إثر سقوطه من فرسه، وقرأت في ملامحه المسافة الطويلة (بدنيا ومعنويا) من سرير المستشفى في ألمانيا إلى منصة التتويج في كنتاكي وهي المسافة التي لا يقطعها سوى الأبطال!!

لا شك أن اللقب التاريخي يأتي امتدادا لتفوق الفرسان السعوديين في محافل دولية كثيرة، غير أن رؤيته من هذا الجانب ينبغي أن لا تحجب الجانب الآخر كإنجاز فردي لو وفقنا بإبرازه وتسويقه جيدا لحصدنا رؤية مستقبلية تساعد في بلورة «صناعة البطل» خاصة في الرياضات الفردية كالسباحة وألعاب القوى.

صناعة البطل تبدأ من سن الطفولة الباكرة وتحتاج بيئة أسرية واعية ودعم عائلي وتفهم من الشركات التي يجب أن تدرك بأنها لن تكون خاسرة فيما لو أقدمت على هذه الخطوة الجريئة، وهنا أذكر مبادرة «موبايلي» برعاية مشاركات الأمير الفارس عبد الله بن متعب ولا أدري لماذا لم تكمل عقد بقية الأبطال..؟

عبد الله الشربتلي بدأ ممارسة هوايته في السادسة من عمره وكان لتشجيع والده ودعمه الدور الأكبر فيما وصل إليه، وهو حينما جاء لولاية كنتاكي كان يعرف أن هناك 130 فارسا يطمحون في الوصول إلى المراكز الثلاثة الأولى وأنه يعد من أصغرهم سنا، لكنه بأيمانه وثقته حقق الصعب ووقف ثانيا على مستوى العالم.

«إيجاد النموذج» هي الطريقة المثلى لصناعة الأبطال، فالسباح العالمي مايكل فيلبس عندما حقق إنجازه الإعجازي بحصد 11 ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين لاحظت الإحصاءات الأميركية إقبالا هائلا من آلاف الصغار الذين اندفعوا للتسجيل في أندية السباحة، فهل تستثمر الشركات أبطال الوطن كمشاريع مثمرة لصناعة الإنسان المتفوق؟

أسبوع الفرح

تواصلت بحمد الله النتائج المبهجة من خلال تفوق شباب المملكة العربية السعودية في كأس آسيا للشباب وتأهلهم لكأس العالم المقبلة، والجميل في هذه النتائج أنها حملت مؤشرات نتمنى أن تستمر وتتواصل ليكتمل التطوير الحقيقي، فالمستويات كانت عالية، والجهاز الفني بقيادة الكابتن خالد القروني أعاد للمدرب الوطني بعض اعتباره، والوصول لكأس العالم كان إنصافا لما تشهده منتخباتنا السنية من رعاية مميزة في السنوات الأخيرة.

مبروك للوطن إنجازات شبابه، مع أطيب الأماني بأن يشهد الأسبوع القادم تواصل التفوق السعودي ممثلا في فريقي الهلال والشباب اللذين باتا على بعد خطوة وحيدة من النهائي الحلم!