المنتخب الأول.. عك وفلسفة كروية

موفق النويصر

TT

كنت قد عاهدت نفسي على عدم الخوض في شؤون المنتخب السعودي الأول ومدربه خوسيه بيسيرو أكثر مما خضت فيه سابقا، حتى نهاية بطولة «خليجي 20» المقرر عقدها باليمن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ومرد ذلك رغبتي في منح نفسي الوقت الكافي للحكم على السيد بيسيرو في بطولة مجمعة، كون جميع المباريات التي أشرف فيها على المنتخب كانت بطريقة الذهاب والإياب، وهي مباريات لا تظهر البصمة الفنية للمدرب، لتباعد مبارياتها وتغير اللاعبين المشاركين فيها.

ولكن بعد مشاهدة مباراة المنتخب ونظيره البلغاري يوم الثلاثاء الماضي، ومن قبلها في نفس اليوم مباراة المنتخب مع الغابون، والمستوى الهزيل الذي كان عليه المنتخب داخل المستطيل الأخضر، وعدد اللاعبين الذين تم إشراكهم في هاتين المباراتين، لم أتمالك نفسي عن نقض ذلك العهد، ومعاودة الحديث عن السيد بيسيرو وما يفعله بالمنتخب الأول دون رقيب أو حسيب.

في الحقيقة لم أجد وصفا للحالة التي كان عليها المنتخب، من سحب للاعبين من أنديتهم والمشاركة بهم في مباريات ودية دولية خلال أيام الفيفا، وتعريضهم لخطر الإصابة، وبعضهم على مشارف مشاركات إقليمية، سوى أنها «عك وفلسفة كروية» لا نعلم ما الداعي لها.

ففي جميع المباريات التي أشرف فيها بيسيرو على المنتخب، لم يستطع أن يضع بصمة حقيقية واحدة على أداء اللاعبين، بسبب عدم ثباته على تشكيل واحد خلال جميع المباريات، ولذلك تجد اللاعبين يجتهدون في الذود عن مرماهم ومحاولة الوصول إلى مرمى الخصوم باجتهادات خاصة، دون أي تدخل من المدرب إلا بإجراء التبديل تلو التبديل، والنتيجة لا جديد.

للأسف الشديد أصبح الوصول للمنتخب سهل المنال لجميع اللاعبين، فكل ما يتطلبه الأمر هو البروز في مباراة أو اثنتين لتضمن ارتداء شعار المنتخب، وليس أدل من ذلك سوى أعداد اللاعبين الذي دخلوا وخرجوا من المنتخب، وبعضهم قد يكون غير مشارك رئيسي في فريقه المحلي.

قد يقول قائل إن الإصابات التي تداهم نجوم المنتخب الواحد تلو الآخر هي السبب في إشراك بيسيرو لهذا العدد الكبير من اللاعبين، وإن المدرب بحاجة للتعرف على قدرات اللاعبين المختارين.

ولهؤلاء نقول إن التغيير عندما يكون محدودا في المباراة الواحدة، يعطي اللاعبين الفرصة للتأقلم على طريقة المدرب وفهم طلاسم أسلوبه، ومن ثم تطبيقه بطريقة صحيحة. ولكن عندما يكون التغيير في المباراة الواحدة بأكثر من 6 أو 7 لاعبين، وبأكثر من ذلك في مباراة وأخرى، فإن الفائدة المرجوة من هذه المباريات تصبح معدومة.

وإذا كانت الحجة هي التعرف على مستويات اللاعبين، فليس أفضل من متابعتهم مع أنديتهم لفترة طويلة، للتأكد من مدى جاهزيتهم لتمثيل المنتخب من عدمه.

ولا أعلم متى يحين الوقت الذي يثبت فيه بيسيرو على تشكيل واحد، ومن ثم يمرر له أسلوبه التدريبي، خاصة أنه لم يتبق على بداية بطولة الخليج سوى شهر ونصف الشهر، وما أخشاه أن يستمر في التجريب حتى نهاية البطولة.

[email protected]