«عصر إعلام الجماهير»!

عادل عصام الدين

TT

على خلفية ما حدث في مدرجات استاد القاهرة، من قبل جماهير نادي الترجي التونسي، والاعتداء على مقر نادي الشعلة الرياضي باليمن، كتب المثقف والكاتب مشاري الذايدي في «الشرق الأوسط» كلمة رائعة بعنوان «جماهير الكورة هم الأبطال»!.

قال الذايدي: «الفكرة التي طرأت في ذهني وأنا أشاهد هذه الصور عن تحول الجماهير إلى مادة الخبر عوض الفريق الرياضي نفسه هي أننا نعيش عصر الجماهير وليس عصر النخب أو المنتخبات.

خذ هذه الصورة الرياضية وانقلها إلى الإعلام. نحن نعيش عصر إعلام الجماهير، الجمهور يخاطب الجمهور، الجمهور يكتب الخبر، والجمهور هو مادة الخبر، والجمهور يقرأ الخبر. أين الفرق المتنافسة إذن التي يحتشد لها الجمهور؟!

تخيل معي الصورة التالية: ماذا لو أن الجمهور الرياضي نزل من مدرجه ولم يكتف بمجرد التشجيع لفريقه أو توجيه الشتائم للاعبي الفريق الآخر، بل تدفق هذا الجمهور إلى ساحة الملعب وشارك هو بنفسه في ركل الكرة وفعاليات المباراة بدل الاكتفاء بالتشجيع عن بعد وعدم صناعة اللعب نفسه؟!

هذا ما يحدث الآن تقريبا في ميدان الإعلام، حيث لم يعد الجمهور قانعا بمقاعده والاكتفاء بالفرجة والتشجيع، بل نزل هو بنفسه إلى ميدان الملعب، وصار هو اللاعب، وأبرز ملاعبه ساحات الإنترنت ومئات القنوات الفضائية العربية ومئات المئات من البرامج الحوارية وبرامج الاتصالات..».

واختتم الكاتب: «اختلط الملعب باللاعبين والجماهير وحراس الأمن والمنظفين والعابرين، الجميع لاعب وملعب ولعبة وجمهور وأبطال في نفس الوقت، في مشهد سوريالي جديد على الجميع».

ذكرني مشاري الذايدي بالكتاب الرياضي الشهير: «حرب بلا سلاح»!

قلتها عدة مرات من قبل: بتنا نلعب كرة القدم بـ «الأيدي»، وتحولنا للمشاهدة وأهملنا الممارسة، وذبنا في «اللعبة»، ونسينا «اللعب»، وتأثرت «اللعبة» كثيرا بما يدور خارجها، وباتت بالفعل «لعبة» في أيدي أبطالها من الخارج!!!

وأختم بهذا السؤال: ماذا عن الملاعب والأبطال في الولايات المتحدة الأميركية؟!!!

** اليابان تفوقت على الأرجنتين.. وإيران واجهت البرازيل.. وثلاثة أشهر فقط تفصلنا عن نهائيات آسيا لكرة القدم.

ماذا عن منتخبنا؟!!

[email protected]