ثمة خبر سار وحيد منذ بداية الأزمة، وهو أنه قد تم القبض على الملثم إيفان بوغدانوف الذي أثار الشغب في مباراة إيطاليا - صربيا وهو البطل الرئيسي في حرب الألتراس التي اشتعلت في مدينة جنوا، والذي تصدرت صورته الصفحات الأولى في الصحف العالمية. لقد تم القبض عليه أثناء اختبائه داخل مقصورة الأمتعة في الحافلة المتوجهة إلى المطار في محاولة منه للهروب من الشرطة الإيطالية، بيد أنه لم ينجح في ذلك. وقد يعتبر البعض أن المشكلة انتهت بعد الإيقاع بالمجرم الصربي في الفخ، ولكنها بدأت الآن للتوّ، فلا يزال الجرح مفتوحا بداخلنا.
لقد طرحت سؤالا هاما في مقال الأمس حول مدى استفادة الهيئات الكروية بدءا من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، وروابط الأندية واللاعبين من ليلة ماراسي المرعبة، وعما إذا كانت ستدفعهم إلى التأمل في قوة التدمير الهائلة التي يتمتع بها الألتراس وفيما تشهده الملاعب ومعسكرات التدريبات في كل مرة. ومنذ سنوات طويلة، يناضل الصحافيون من أجل إنقاذ كرة القدم من هذا الوباء الفتاك، معرضين أنفسهم لتهديدات شديدة اللهجة وقد تلحق بهم أضرار بدنية في بعض الأحيان. وهل هناك فرصة أفضل من هذه من أجل فتح ملف الألتراس؟ ولكننا لن نحصل على إجابات شافية على هذه الأسئلة في الوقت الحالي نظرا لحالة الفوضى والتخبط التي تسيطر على الوضع.
مما لا شك فيه أن المسؤولية تقع كاملة على البلطجية الصرب، حيث أدت الشرطة واجبها على أكمل وجه، كما أكد وزير الداخلية الإيطالي أنه لم يتلق أي إنذارات مسبقة عن الحادثة. وبذلك، تصبح مطالبتنا بإقالة الوزير ماروني ومحافظة جنوا، الديمقراطية مارتا فينتشنسي، بمثابة هدية للألتراس الذين يعارضون قانون بطاقة المشجع. وأعتقد أيضا أن الملاعب تعج بأمثال إيفان بوغدانوف في كل مكان. والآن، أريد أن أطرح عددا من الأسئلة الشائكة التي تبحث عن إجابات:
1 - كيف أبحر 400 فرد من المتطرفين الصرب إلى داخل مدينة جنوا؟
2 - ما هو محتوى الرسالة التي وردت من سفارة صربيا للداخلية الإيطالية عبر الفاكس؟
3 - ألم تلمح الشرطة أو أفراد الأمن إلى أي شيء يفيد بخطورة هذه الليلة الكروية؟
4 - أين كان مسؤولو الاستخبارات عندما انتهى الأمر برواد حفلة حضرها مشاغبون في بلغراد بالضرب؟
5 - هل تم وضع أزمة صربيا بشأن سعيها للدخول في الاتحاد الأوروبي ومشكلة كوسوفو في الاعتبار؟
6 - لماذا لم يتم إيقاف إيفان ورفاقه منذ الصباح عندما أثاروا الشغب في مدينة جنوا وأرعبوا مواطنيها؟
7 - لماذا تم السماح لهم بالدخول للملعب وتسلق الحاجز الزجاجي الخاص بمقصورة مشجعي صربيا؟
8 - كيف تمكنوا من إشعال المدرجات التي تضم آلافا من المشجعين الإيطاليين من بينهم نساء وأطفال صغار السن؟
9 - كم عدد الموظفين الذين تولوا مهمة تفتيش الجماهير والتأكد من خلوهم مما يهدد الأمن العام؟
10 - لماذا وقع اختيار الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على ملعب ماراسي المعروف بسوء حالته الإنشائية وكيف سيسمحون باللعب عليه مرة أخرى؟
وقد يقوم أحدكم بطرح سؤال أخير قائلا لماذا تفيقون أيها الصحافيون من غفلتكم عند حدوث الكوارث فقط؟ وسأجيب عن هذا السؤال بصراحة شديدة، عادة ما تفتقد وسائل الإعلام إلى أي معلومات أو إنذارات تحذيرية عن هذه الحوادث، ولكن مشكلة العنف في كرة القدم ليست جديدة علينا ولم نكتشفها الآن فحسب، فنحن ننادي بالتخلص من هذه الظاهرة منذ سنوات. ولهذا، فنحن ننتظر إجابة عن كل هذه التساؤلات.