اتفق عدد كبير من العلماء والباحثين والمهتمين بالرياضة، أن كرة القدم رغم طبيعتها المختلفة لكونها قتالية، ولعبة حربية بأنها «مظلومة» فيما يتعلق بمعظم أحداث العنف لتي تصاحبها وخاصة في المدرجات.
وقد أثبت الكثيرون في دراساتهم أن أحداث العنف سببها ما يحدث خارج «اللعبة»، وأن ثمة أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية تؤثر كثيرا على مجريات ما يحدث في داخل «الاستادات».
«الشرق الأوسط» اهتمت كثيرا بما حدث في مباراة إيطاليا وصربيا أوروبيا ، وكان من بين ما قدمته على صفحاتها على مدى 3 أيام اللقاءات التي أجريت مع بعض مشجعي الفريق الصربي ، قال أحدهم: «لقد فعلنا ذلك.. لأسباب خاصة بنا ولا دخل لإيطاليا بها...» !
وأضاف آخر: «اننا فاشيون ورمزنا هو الإيمان والطاعة والنضال».
واختتم ثالث: «لقد أخرج مشجع إيطالي علمي ايطاليا وألبانيا وكان يلوح بهما عاليا مما أغضب الصربيين ودفع قائد الألتراس إلى إشعال النيران في علم ألبانيا، لقد كان لذلك أثر بالغ في هذه الأحداث ولكنني لا أود التطرق إلى هذا الأمر .. الناس كانت ترغب في العنف وفي تدمير كل شيء» !!!.
«لسنا نازيين ولكننا نعارض دخول صربيا ضمن دول الاتحاد الأوروبي ، ونعارض تحرير كوسوفو أيضا ولكننا لا نستطيع التعبير عن هذا في بلغراد ، ولذلك اتخذنا من جنوا مسرحا لعرض قضايانا وأفكارنا...».
أذن.. جاء المشجعون الصرب إلى إيطاليا.. لا لتشجيع المنتخب الصربي بل لعرض القضايا والأفكار .. ثم إنهم ينتسبون جميعا للفاشية ولا يرغبون في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
إنه سبب سياسي بحت، ولا علاقة لكرة القدم بما حدث على الإطلاق.
ورغم وضوح السبب إلا أن اللعبة نفسها من سيدفع الثمن في نهاية الأمر بدليل أن الكثير مما نشر انصب حول معاقبة الاتحاد الصربي أو المنتخب الصربي تحديدا ، وقد تنقل جميع مبارياته المقبلة أو فرض اللعب بعيدا عن الجماهير ، وقد تصل العقوبة إلى إبعاد الاتحاد الصربي من أوروبا.
لعبة كرة القدم هي التي ستدفع الثمن.
ثمة أمور تقول إن مشاكل كرة القدم كانت موجودة منذ قرنين وإن طبيعة اللعبة تثير المشاكل وهذا صحيح، وما أكثر المشاكل التي حدثت بسبب سوء التنظيم أو التحكيم لكن «مشاكل» الكرة يمكن التغلب عليها ، في حين أن ما يحدث خارج «اللعبة» من الصعب السيطرة عليه لاسيما ما يحدث حاليا من مشاكل واضطرابات سياسية ناهيك عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
السؤال: كيف تستطيع «اللعبة» تجنب وتفادي ما يحدث خارجها؟!!!.