نقاط وحروف

عبد الرزاق أبو داود

TT

* الاستقرار من أهم عوامل تطوير العمل الرياضي. هو وسيلة فعالة تستخدمها الهيئات والأندية العالمية لإدارة شؤونها. الاستقرار يؤدي إلى تبني سياسات بعيدة المدى وأهداف يمكن تحقيقها وفق خطط مبرمجة. والتغير المستمر، أحد العوامل التي قد تؤدي إلى الإرباك وتدني الأداء والإنتاجية، والتغني بالموعود الذي قد لا يأتي أبدا إلا في ظل تصريحات إعلامية تَعِدُ الأندية بفجر وفكر جديد، ثم يتضح عدم صدقيتها مع مرور الوقت! الجديد عند «بعضهم» عبارة عن «وهم» يُجيد صياغته دوما من يسعون إلى التغير لمجرد الركض خلف «كراس» يتحتم إخلاؤها لمجرد النزوح!

* التغير قد يكون سمة العصر، وعلينا ادارك ذلك مهما تعللنا! أين تقف الرياضة من التغير؟ كرة القدم والرياضة ليست ظاهرة فلكية يصعب فهمها، ولكنها تطرح تساؤلات لا تنتهي.. تعصف بالمنتمين إليها. الرياضيون يقرون في غالبيتهم بأهمية التجديد.. والتطوير حق مشروع.. كل هذا وغيره وارد في وسطنا الرياضي.. تنضح به نماذج يومية لا يقر لها توجه فكري أو منهجي، تتخذ من التلاعب بالكلمات سبلا لبلوغ غايات لم يرد في قاموسنا الرياضي.

* إذا كانت الأقدام تحركها العضلات فإن «بعض» العقول لا تمتلك قابلية للتفكير للإيجابي.العقل إما أن تستخدمه أو تخسره. يعتقد بعض من يتصدون للشأن الرياضي أن المنطق والحقيقة متصلان بالفلسفة، ومن ثم فلا ضير من تحوير أي شيء في المجال الرياضي.. مهما شُوهت الكلمات وقُلبت الحقائق؟ الرياضة كانت وما زالت تحركها العقول قبل العضلات والأقلام، والوصول إلى فهم مشترك مع هؤلاء غير ممكن لأن المصلحة هي المسيطرة هنا.. وفي ظل الافتقاد إلى المنطق والعقل والمنهاج ينطلق عنان الاتهامات في اتجاهات متلونة!

* عملية اتخاذ القرار الرياضي وتحمل تبعاته ومسؤولياته كانت وستظل أحد أهم مظاهر الفكر الرياضي الإبداعي، ولن تفلح أمامها عمليات «اهتبال الفرص» وتحين اللحظات الملائمة للقفز إلى سفن النجاح وادعاءات التغير والتجديد.. وتجيير الحقيقة والحق إلى مسار آخر، كل ذلك لن يجدي، فهي تجارب مملة مكررة لم تأت بمرود؟

* لا جديد حتى الآن في دوري زين للمحترفين، أداء عادي..غياب بعض النجوم والعناصر المؤثرة برغبتهم أو بحجج مكرورة.. قرارات ارتجالية في بعض الفرق.. وأخطاء تحكيمية على سبيل التسخين لما سيأتي والاستعانة بالحكام الأجانب في مباريات يعتقد أنها ساخنة! بضعة أخطاء ذهب ضحيتها حكام ومدربون واعتبرت إنذارا أو مثالا.. البقية في الطريق. حضور جماهيري لا يختلف كثيرا عن السنوات الماضية، بيد أن هناك من يحتج كالعادة مؤكدا أننا ما نزال في البداية.. ولم يمض سوى سبع جولات على انطلاق الدوري..ربما يكون ذلك صحيحا إلى حد ما! لا مفاجآت تذكر حتى الآن إلا إذا اعتبرنا ما حدث للأهلي أمرا مستغربا في ظل غياب مستواه، وهي حالة يمكن «تعويضها» خاصة أنها جاءت في البدايات وربما تصبح مكلفة جدا.