18 ساعة.. «سفرا»!

عادل عصام الدين

TT

لعب ناشئو الهلال، الأسبوع الماضي، أمام الوحدة في مكة المكرمة، وكانت إقامتهم في فندق بمدينة جدة. وصلوا إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة بعد مباراة الوحدة، وغادروا إلى الرياض على الرحلة رقم 1084 التي أقلعت في وقت متأخر مساء «11.35».

حين يكون الوصول إلى الرياض في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فإن اللاعب الناشئ لن يصل إلى منزله إلا الثانية بعد منتصف الليل. فهل بإمكان هذا الناشئ «الطالب» أن يستيقظ مبكرا ويذهب إلى مدرسته صباحا؟ وإن ذهب في الوقت المحدد هل سيكون قادرا على «العطاء» في اليوم التالي كما يفعل الآخرون؟!

أما فريق الهلال، على مستوى الشباب، الذي لعب الأسبوع الماضي أمام حطين «خارج أرضه»، فقد انتقل إلى الدمام يوم الأربعاء الماضي وواجه الاتفاق يوم الخميس.

هذا الفريق سبق أن واجه مشكلة فيما يتعلق بالطيران في إحدى مبارياته في مدينة جازان، وقد سافر الفريق إلى الرياض عن طريق البر، واستغرقت الرحلة 18 ساعة.

السؤال: هل كرة القدم السعودية بحاجة إلى فرض المنافسة على هذا النحو؟

هل سيكون من الأفضل على الناشئين والشباب اللعب في جميع أنحاء السعودية والتنقل طيلة العام على هذا النحو؟!

أليس من الأجدى والأسلم والأفضل اللجوء إلى اللعب على مستوى الفئات السنية بطريقة المجموعات، ومن ثم اللجوء لنظام التصفيات النهائية وفي الوقت المناسب وبطريقة التجمع في منطقة أو مدينة واحدة؟!

لن آتي بجديد حين أتحدث عن مشكلات المواعيد والطيران، ويكفي ما يعانيه «الكبار» في هذه المسألة تحديدا، ولا أظن أننا بحاجة إلى إضافة المزيد من المعاناة والمشكلات بفرض منافسات الفئات السنية على النحو الذي يحدث حاليا.

هؤلاء الصغار بحاجة إلى رعاية وتشجيع، كما أننا بحاجة إلى تشجيع و«تقريب» أولياء الأمور للعبة.

لا نريد من أولياء الأمور أن يتضايقوا مما يعانيه أبناؤهم الصغار من كثرة السفر والترحال والوصول المتأخر؛ لذلك آمل أن تتم دراسة وضع المنافسات السنية خشية التسرب الذي قد يتكرر في ملاعبنا نتيجة للإرهاق والابتعاد عن المنزل عدة مرات في الموسم الواحد.

بطولات الصغار ليست هدفا بكل تأكيد، وهذه المنافسات ما هي إلا وسيلة للاكتشاف والرعاية وبناء الصغار وصناعة الأبطال، ولا أظن أن نظام المجموعات سيكون عائقا في سبيل اكتشاف المميزين وأصحاب المواهب والكفاءات الجيدة.

[email protected]