اختطاف إنجاز.. الفردية مطلوبة..!

منيف الحربي

TT

كتبت الأسبوع الماضي مقالة تحت عنوان (الشربتلي.. صناعة بطل)، أشرت فيها إلى «أن اللقب العالمي الذي حققه البطل عبد الله الشربتلي هو امتداد لتفوق الفرسان السعوديين، لكن هذه الرؤية ينبغي أن لا تؤدي إلى حجب الإنجاز من جانبه الآخر كتفوق (فردي) يستحق الإبراز والتأطير» بل إن تسويقه بهذه الصفة هو أقرب لتحقيق الفائدة وصناعة نموذج مؤثر ينمي الدوافع الشخصية لدى النشء ويزرع في نفوسهم الآمال العظام..!

كنت أتمنى ذلك، غير أن التناول الإعلامي جاء للأسف مكرسا للرؤية التقليدية التي تذوب الجهد الشخصي في العمل الجماعي، وتلغي الأبعاد النفسية والطموحات الإنسانية لصالح تضخيم الدور الجمعي والتخطيط الرسمي مع أنه لا تعارض بين الاثنين لو وجد الصحافي القادر على سبر أغوار الإنجاز وإشباعه طرحا وتحليلا ودراسة.. ووجدت البيئة الرياضية والاجتماعية التي تثري هذا الجانب تقديرا وامتنانا..!

أدرك أن الفروسية لا تستطيع منافسة كرة القدم، وأن الشربتلي سيخسر الجولة أمام ناصر الشمراني وعبده برناوي وماجد المرشدي والجيزاوي وغيرهم، وأن بطولة العالم لفردي قفز الحواجز لا تمثل (لدى كثيرين) شيئا مقابل فوز الفريق المفضل... لكن هذا يجب أن لا يقلل من عزيمة الساعين إلى تغيير منهجية الرؤية الرياضية (ولا أقول الاجتماعية) نحو بعض الرياضات المغرية والتي أبدع فيها الشباب السعودي.

أجل، يجب إبراز البطولة الفردية وخلق نموذج يستحق مد تأثيره وتقديره، دون حساسيات صحافية أو كلاسيكيات مدائحية تهضم حق البطل وتفرغ الإنجاز من معانيه الإنسانية الغنية بكل ما يحرك أعماق المشاعر ويدفعها نحو القمة..!

الحلم الأزرق

* لا أقلل من الطموح الشبابي باللقب الآسيوي لكن الحقيقة أن الهلال أكثر حاجة للبطولة.. هذا ليس استباقا للنتائج فالشباب سيكون غدا في موقف عصيب لا يقل عن الموقف الصعب للأزرق الذي يلعب بعد غد بشعور مختلط بين الحذر والإقدام، ولكل منهما حساباته واحتمالاته.

لأكُن أكثر وضوحا، فخروج الشباب (لا قدر الله) سيلقي بظلاله على مواجهة الرياض بين الهلال وذوب آهن الإيراني، والعكس صحيح، لكن لنترك كل الخيالات المواربة ونفتح بوابات الدعاء للفريقين بخطوة موفقة ستكون هي مؤشر النجاح الحقيقي.. أما ما بعدها فهي تفاصيل تصب في محمل اللون الأخضر.. بالتوفيق..!