من الملام في الإعلام؟

صالح بن علي الحمادي

TT

عندما يتصل شخص «ما» من «بعض» العرب في برنامج «مباشر» وفي غفلة من الجميع «مقدم» و«معد» و«مخرج» البرنامج، ويشطح.. ومن ثم يتجاوز العقل والمنطق وآداب الحوار والأخلاقيات القيمية للأمم المحترمة غير «آبه» بالمتابعين من مشاهدين ومشاهدات أو مستمعين ومستمعات..«لا شك».. علينا أن نجد العذر للزملاء في مثل هذه البرامج الحية «المباشرة»، فهم «قطعا» يسيئون الظنون بالمتصلين.. ولا يمكن أن يكونوا «دائما» مدركين لخلفيات هؤلاء المتصلين الاجتماعية والشخصية والنفسية؟!. فكم من شخص في نفسه مرض أو غل أو حسد.. لا يتورع عن الإساءة لنفسه وأسرته ومجتمعه.. لكن هؤلاء في كل الأحوال قلة!! بل شاذون في مسالكهم اللفظية.. و«الشاذ لا حكم له».. ولكن؟!

لكن من غير المقبول أبدا إعادة.. ركزوا على إعادة.. ظهور بعض من ينتسبون للمجتمع الرياضي السعودي والعربي، ممن دأبوا على الإساءة «المقززة» لمجتمعهم الرياضي بأطروحات ساقطة «دنيئة وضيعة» لا تليق بناقصي العقل والإدراك فما بالكم بمن «مع الأسف» ينتمون لمجتمعنا الرياضي.. وهنا الملام يقع على من؟!

يا سادة ويا أحبة ويا كرام.. هناك في الإعلام العربي السعودي من الأقزام قامة إعلامية.. وقيمة فكرية.. ومستوى ثقافي.. وتأهيل علمي.. ممن تقوم مؤسسات إعلامية سعودية محترمة «أو هكذا يفترض فيها ومنها» باستضافتهم مرة تلو أخرى.. وفي كل ظهور تتواصل الإساءات والتفاهات.. لا بعد ولا عمق ولا قيمة لطرحهم أبدا.

كل ما في الأمر الخروج عن النص للفت النظر تارة.. وأخرى «في بعض أحيان وحالات» خروج مدفوع الثمن لتمرير كل ما هو دنيء وحقير تجاه جهات محترمة تمثل منظومة الرياضة السعودية الموقرة؟!

أما من الملام؟

بالدرجة الأولى.. معدو البرامج، لا سيما قليلو الخبرة والتجربة منهم.. عن الأخيرين الملامة تقع على رؤساء أقسامهم الذين سلموهم المسؤولية في وقت مبكر؟ أما بالنسبة للمخضرمين من المعدين فاللائمة يجب أن تقع عليهم «مباشرة» عقابا مثلما اللازم مكافأتهم عندما يبدعون في إعداد برامج متميزة!.

ولئن تجاوزنا عن «بعض» القنوات الفضائية الباحثة عن الإثارة، حتى ولو كانت هابطة؟! كنا وما زلنا نعتقد أن على الزملاء في القناة السعودية الرياضية تقع المسؤوليات الكبرى، خاصة وهي القناة الحكومية الشبابية واسعة الانتشار، والتي يشرف عليها مخضرم في الإعلام دراسة وعملا وعلى مدى نحو ثلاثة عقود من الزمن الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز «وفقه الله».

هذا الرجل.. وقبيل توليه الإشراف على القناة الرياضية السعودية كان من أشد المتابعين والمشجعين للاعتدال في الطرح وتحفيز المبدعين من الزملاء مشاركة وحضورا في كل وسائل الإعلام السعودية.

بقي القول: جميلٌ تشجيع الأمير للكفاءات.. لكن الأجمل حرصه الصارم أخيرا على ردع كل الإساءات وإيقاف ظهور «الأراقوزات» من كل الشاشات.. بالتوفيق.

[email protected]