غياب الكفاءات النصراوية.. طرح ساذج؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لماذا لم يستعن اتحاد الكرة بالكفاءات النصراوية؟ هل هذا يعني أنه لا وجود للعقليات الإدارية الناضجة في هذا النادي؟ أين عامر السلهام وسلمان القريني وطارق بن طالب وعلي كميخ وسعود الحمالي...؟!.

يرد أحد الساعين لتهميش هذه المطالبات والنداءات والاستغرابات بقوله: ماذا حققت هذه الأسماء حتى يستعان بها في لجان اتحاد الكرة؟ إنها فاشلة أو على الأقل لم تحقق ما يريده اتحاد الكرة الذي اختار الآخرين بناء على منجزاتهم وسيرتهم الكروية والإدارية المليئة بالبطولات التاريخية مع فرقهم وأنديتهم في السنوات الماضية.

تصوروا لو آمنا بفكر هؤلاء النقاد الذين أكدوا أن السبب الرئيسي في تغييب أسماء عملت في النصر هو فشل الفريق في تحقيق بطولات محلية! بالنسبة لي لا أعتقد أن ذلك هو المعيار الذي سار عليه اتحاد الكرة في تشكيل لجانه، ولكن لو أننا آمنا بما قالوه لكان من الواجب أن لا يفوز بلاتر برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم على اعتبار أنه يفتقد شرط التفوق في بلاده. من هي سويسرا على مستوى كرة القدم؟ إنها لا شيء!.

على مستوى آسيا، كيف فاز القطري محمد بن همام برئاسة الاتحاد القاري لكرة القدم رغم أن مخرجات كرة القدم في بلاده لا تقارن بما تحققه كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى السعودية؟!.

تصوروا أن يرأس لجنة المسابقات الآسيوية رجل سريلانكي يدعى فرناندو مانيلال.. في فكر هؤلاء النقاد، من هي سريلانكا حتى يشارك ابنها في وضع روزنامة آسيا؟! بل إن من أكبر لجان الفيفا التي تدعى اللجنة الخاصة، كفاءات من ترينداد وتاباغو وقبرص وغواتيمالا وكذلك الحال في اللجنة الفنية التي يعتليها رجل من هاييتي ومعه كفاءات أخرى من كندا وعمان وزامبيا. قاتل الله التعصب.. هؤلاء ينسون أن الفكر هو من يفوز.. هؤلاء يتجاهلون عمدا أن كفاءة بن همام وبراعة وإدارة بلاتر ومهارة وخبرة مانيلال وقدرة العشرات من أمثال ما ذكرت هي التي جعلتهم يتربعون على عرش رئاسة الاتحادات الدولية والقارية ورئاسة اللجان وعضوياتها.. المساكين ينسون أن ذكاء وفطنة هؤلاء هي التي جعلت الاتحادات الأهلية ترشحهم وتمنحهم أصواتها!.

الكفاءة هي التي تفرض نفسها، لا أن يحقق فريقي بطولة ليقوم اتحاد الكرة باستدعائي لأكون رئيسا أو عضوا!.

قد يكون هناك إداري في نادٍ ينتمي إلى الدرجة الثالثة لكنه يملك فكرا لا تجده في رأس رئيس.. والأكيد أن عقليات كثيرة في بلادنا قادرة على أن تكون الأفضل لو سمح لها.

هنا يحاربون الرأي الآخر.. والدليل أن من كان له رأي وُضع في اللجان التي لا علاقة لها بالجمهور والإعلام.. بمعنى: «أبعدوه، فكونا من شره ومن رأيه»!.

للعلم فقط، من تدخل في التشكيل الأخير هم أعضاء الإدارة.. كل واحد طلب منه أن يرشح ما بين 4 إلى 7 أسماء.. والأكيد أن المجاملة كانت حاضرة حتى ولو في أصابع اليدين لأن الصديق انضم وكذلك القريب! أما السؤال الذي طرحته في البداية وهو: «لماذا غيبت الكفاءات النصراوية؟»، فهو واقعي. ولكن الأهم: هل فعلا تم تجاهلها أم هي الصدفة؟!.

[email protected]